البطالة unemployment .... فتحية الشبلى

تعتبر البطالة من المشكلات التي تعاني منها العديد من الدول ونسبتها في تزايد مستمر في المجتمعات النامية والمتقدمـة
وتأثيرها لا يقتصر علي الفرد العاطل فقط أنما يمتد ليشتمل أسر العاطلين عن العمل ، وهذا يعني أن البطالة تضر بالفرد والمجتمع علي حد سواء
وهذا بطبيعة الحال يؤدى الي ظهور العديد من المشكلات المرتبطة بها في المجتمع والتى
تؤدى الــــى أنحلاله وتفككه من أهمها مشكلات الفقر ، والتشرد ، والإجرام
وقد حظيت مشكلة البطالة بأهتمام العديد من علماء الإجتماع والأقتصاد نظراً لخطورتها وآثارها البالغة علي الافراد والمجتمع ككل
وبطبيعة الحال فأن للبطالة آثاراً إجتماعية ونفسية عديدة على الفرد ولكن قبل الخوض في خضم هذه الآثار حري بنا أولاً ان نتعرض لمفهوم البطالة وأنواعها ....
البطالة تعد مشكلة برزت في المجتمعات المعاصرة بشكل ٍ كبير
وهي كمفهومُ يتحدد ، إذا كان هناك شخص في سن مناسبة للعمل وقادر عليه جسمياً وعقلياً وراغب فيه وفي حاجة إليه لأشباع إحتياجاته ويبحث عنه ولا يجده ...
وعرف علماء الاقتصاد البطالة بانها ( الحالة التي يبحث فيها الفرد بدرجة كافية عن العمل مدفوع الأجر ولا يجده ) .
وهذا التعريف يقترب من تعريف موسوعة علم الإجتماع للبطالة بأنها حالةعدم قدرة الشخص علي ان يبيع قوة عمله في سوق العمل علي الرغم من رغبته في ذلك .
وللبطالة عدة أنماط و أشكال وهي تنقسم ( من حيث التشغيل )
الى بطالة سافرة ويقصد بها حالة التعطل الظاهرة التي يعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة بمعني وجود عدد من الأفراد القادرين علي العمل والراغبين فيه الباحثين عنه دون جدوي مثل بطالة الخريجين وما أكثر هذا النوع في مجتمعاتنا العربية حيث نجد الآلاف من خريجي الجامعات والمعاهد العليا
متعطلين ويبحثون عن عمل ولا يجدون للأسف في الوقت الذي يكون فيه المجتمع بأ مس الحاجة لهذه الشريحة في ميدان العمل ....!!
أيضا هناك البطالة الجزئية أ و نقص التشغيل وتعني الحالة التى يمارس فيها الأشخاص عملاً ولكن لوقت أقل من الوقت المطلوب ويعملون في أ ماكن غير مناسبة للتشغيل وفي فترات وساعات محدودة وبطبيعة الحال يكون أنتاجهم أقل
أيضا هناك البطالة المقنعة أو المستترة وهي تلك الحالة التي يتكدس فيها العمال بأعداد ٍ كبيرة علي نحو يفوق الحاجة الفعلية للعمل وهذا النوع يعد من أخبث أ نواع البطالة خاصة في الدول النامية لأنه يكون عائقاً وعاملاً من عوامل تدني مستوي الانتاج
وهم في واقع الأمر مجرد عمالة زائدة لا اكثر ..!!
أما من ناحية تقسيم البطالة حسب ( طبيعة النشاط الأقتصادي )
فأنها تنقسم الى بطالة فنية وينشأ هذا النوع بسبب إحلال الآلات محل العمال في بعض الصناعات ...
وبطالة دورية وهي التى تنشأ نتيجة الدورات التجارية في النشاط الأ قتصادي
و بطالة هيكيلية وهي التي تحدث بسبب تغييرات هيكيلية في الأقتصاد القومي
اما من حيث تقسيم البطالة ( حسب طبيعتها )
فتنقسم الى بطالة موسمية وهي تحدث عادة في النشاط الزراعي ..
و بطالة إختيارية وهي الحالة التي يتعطل فيها الفرد بمحض إرادته
وبطالة إجبارية أ و قسرية والتي يتعطل فيها العامل بشكل قصري بدون رغبته مثل ظاهرة المعاش المبكر الإجباري ..

هذا بعجالة تحديد اً مبسطاً لمفهوم البطالة وأنواعها ...
اما عن آثارها فانى بحكم تخصصي المهني الإجتماعـــي سأحاول التطرق للآثار الإجتماعية والنفسية لها علي الفرد والمجتمع
فمن الناحية الأقتصادية تتسبب البطالة في أنخفاض مستوي العمال وفقرهم أما من الناحية الإجتماعية فان البطالة بكونها تؤدي الى الفقر فأن ذلك يترتب عليه تشرد وإجرام وتفكك الروابط الأجتماعية والأسريــــــة ..
وسوء الاحوال الصحية لأفراد الأسرة وأنتشار العادات الإجتماعية الضارة
وبطالة عائل الاسرة في أحيان كثيرة تؤدي الى خروج الأم والأبناء الى العمل مما قد يؤدي الى أنحراف المرأة تحت ضغط الحاجة أو تشرد الأطفال وحرمانهم من النمو الطبيعي في ظل أسرة سوية يقوم كل فرد فيها بدوره علي الوجه المطلوب .
وللبطالة تأثيرات إجتماعية علي شريحة الشباب فنجدهم مثلاً يفتقرون الى الأستقرار الأسري من ناحية الإقدام على الزواج وتكوين أسرة فنجد الشاب يضطر الى العزوف عن فكرة الزواج بسبب عدم حصوله علي عمل وهذا الأمر نلاحظه كثيراً في مجتمعنا أو نجد بعض الشباب قد يقدمون علي الزواج في ظل هذه الظروف القاسية وهذا طبعا يؤدي الى ظهور العديد من المشكلات الإجتماعية الأخري التي ترتبط بالبطالة بشكل ٍ كبير ..

اما من الناحية النفسية فان للبطالة تأثير علي الفرد العاطل حيث يشعر بنوع من عدم الأمان ويفقد ثقته بنفسه نتيجة لشعوره بالنقص والحرمان ويبدو محل عطف ورثاء من جانب زوجته والمحيطين به وقد يتحول هذا العطف والرثاء الي تقريع ولوم من جانب الزوجة أ والى عدم أحترام من جانب الأبناء نتيجة لعدم قدرته علي الإنفاق عليهم ويصبح وكأنه غير مرغوب فيه من الأسرة فيضطره ذلك إلى أرتكاب الجرائم وقد يقدم علي الأنتحار إذا لم يجد سبيلاً لحل مشكلته ..
هذا في حال كونه متزوجاً اما إذا كان عازباً فإنه قد يكون عُرضة للعديد من الأنحرافات النفسية
سواء كانت أمراضاً نفسية كالأكتئاب النفسي ، أو الأحباط النفسي أو ممارسات وسلوكيات نفسية غير سوية فقد يضطر الى السرقة أو يتجه الي تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية أو يستغل أوقات فراغه أستغلالاً غير مجدي وهذا بالطبع يزيد من تأزم هذه المشكلة فيقع في العديد من المشكلات الأخـــــــــــري التي لا حصر لها .
وللقضاء علي هذه المشكلة حسب وجهة نظري المتواضعة يكمنُ في العمل أولا علي تنمية الأنتاج القومي الذي من شأنه تحقيق مصلحة المجتمع بصفة عامة وليس فئة من فئاته
ورسم سياسة واضحة ورشيدة من أجل تعيين الخريجين ووضع كل شخص في مكانه المناسب فعلاً بحيث نضمن له مستوي ً معيشياً لائقاً
والتوسع في إنشاء المشاريع التنموية التي من خلالها من الممكن تشغيل عدد كبير من فئة الشباب الباحثين عن عمل
ايضا القضاء علي البطالة المقنعة وذلك عن طريق تحويل قوي الأنتاج المعطلة والغير مستفاد منها الى قوي أنتاجية مفعلة وذلك بتقليص العمالة الزائدة والتي لا تشغل أي دور وتوجيههم الي أماكن اخري تناسب حاجاتهم وقدراتهم .

أحترامي للجميع ...