حصريا ولاول مرة ..بيتان من الشعر من وراء قضبان ((بوسليم ))

كنت قد مكثت في سجن بوسليم عامين كاملين ... ورغم عدم تقديمي لنفسي كشاعر...لأنني لا أمتلك موهبة نظم الشعر ...رغم حفظي لما لا أحصيه من روائع شعرنا العربي .... في عصور مختلفة ولشعراء كثر ..... ولكن في تلك الحقبة من عمري... عندما كنت في الثالثة والعشرين من سني حياتي ..تقطر قريحة بشئ يسير تفرضه بعض الظروف القاسية وقتها ..... وذات مرة اشتقت بطريقة رهيبة لأهلي وجيراني ومدينتي وأحبابي ....وضاق صدري بظلام الغرفة التي انا فيها ..فتسلقت جدار الغرفة ونظرت من النافذة المرتفعة جدا ....والتي لا تكاد تري منها شيئا لانسدادها وإغلاقها ....وبينما أنا علي حالي ناظرا لسماء ربي التي حرمت من النظر غليها ...إذا بحمامة برية تقف قبال وجهي وكأنها تحاكيني وتطلب مني الحديث معها ... عندها قلت :
أيا طير البراري هل تبلغ .......... سلاما من رهيف للصحاب
سلاما من رهين في بلاد............رأي في سجنها سوء العذاب

وهذه الأبيات أهديها لك اخي جابر لما لمسته في شخصكم من تقدير وتثمين لكتاباتي ولعل آخرها هو تواضعك وجمعك لكل مقالاتي في جهاز واحد .. وأرجو ان تنال رضاكم