أيعقــــل هـــذا أيهــــا الأميـــن ؟

ألا يعلم حفظه الله ورعاه أننا كنا بأفضل حال .. وكنا نتعلم مايجب تعليمه .. فالحضارة كانت لنا ولم تكن يوماً لسوانا ..نعم أتذكر جيداً ذلك اليوم !! إن لم تكن أنت تذكره فسأعذرك لأنك حينها كنت ربما جنين في بطن أمك أو ربما ثانيةً كنت عند أبويك في أن تكون أو لا تكون .. لعلها مفارقات يصعب تحقيقها أوربما ياصغيري لم تعد تذكر شيئاً من طفولتك التي لم تكن رديئة يوماً .. أما أنا فلازلت ذلك الإنسان الذي كسرت مجاديفه ولم يعد يقوي علي الحراك وشل كامل جسده وأصبح لايهتم لتلك الحسابات .. ولكن يكفينني أنني رأيت ما لم تره أنت .. (سيدي الأمين العام علي أمانة التعليم بالبيضاء ) نحن لا ننكر أنك أتيت ودون سابق إنذار فقد أتي بك الذي أتي يوماً بسابقك ..أخالك تعلم ذلك جيداً عزيزي الأمين ، وسأثقل بالقول علي مسامعك وأنا أعلم أن رائحتي لا تعنى لك شيئاً لأنها ليست بتلك الرائحة التي تذهب عقلك، وسأكون من الشاكرين لك إن استمعت لمَ أقول فقولي ثقيل لا يعجب ... كنت فيما مضي طالب لأحدي المدارس التي لا يطاق لها ذكر هذه الأيام تقع في وسط المدينة بناها من هم أهل لذلك ، بنسق جميل يحسب لهم .. كانت السنة الأولي لي وكان بكائي كعزف سيمفوني آنذاك .. استمع جيداً أيها الأمين ولا تقاطعني !! كانت تسمي أمانة التربية والتعليم أوسابقاً بوزارة التربية والتعليم وكان التعليم بألف ألف خير أتعلم لماذا ؟ خذ هذه يا أمين أتذكر أن الأمانة كانت تسير بنظام الإدارات فلكل قسم فيها إدارة .. أوتعلم من كان يرأس تلك الإدارات ؟ ( خبراء من جنسية انجليزية أوبريطانية ) سمها ماشئت فالمضمون وااااحد .. ليس لأن ليبيا لايوجد فيها متعلم قادراً علي ذلك بل لأن السياسة التعليمية تقتضى ذلك .. وكنت صغيراً حينها عندما أدخل مع والدي لتلك الأمانة وأجد رحمه الله ( الأستاذ شعيب المنصوري ) ملازماً لأحد الخبراء في مجال الإدارة وتسييس العمل .. ألاَ زلت تسمعنى أم أنك مللت سيدي الأحمد ؟؟ نعم تلك كانت هي أمانتك الآن .. فقد كانت تعمل بصمت بلا أجهزة كمبيوتر لا طائل منها إلا لعب الورق ( الكارطه ) عليها وتضييعٌ لوقت ضائع بلا هدف ..وخذ هذه أيضاً أيه الأحمد ... فعندما تُحرر رسالة لمباشرة عمل أو خصم أو تنبيه أو أو يكتب في أعلاها .. ( السيد المحترم .. كذا وكذا ) كدلالة واضحة علي نبل وشرف المهنة .. وليس كما تفعل أنت الآن تكتب ما تكتب لتختم بعد ذلك بتوقيعك المشمئز الذي يشبه إلي حد كبير مصباح إنارة ( لامبه ) سامحك الله أيها الفتي ماذا فعلت بجيل سيلعن فيك الخيبة والخيانة وانعدام الضمير.. كنا بألف خير نتعلم وللعلم نحب أساتذة لازلت أذكرهم ومدرسة ( النصر للبنين ) آنذاك لازالت تذكرهم .. الأستاذ صالح الطقطوق والأستاذ مسعود والأستاذ سالم غفير والمرحوم فرج جبريل رحمه الله والأستاذ عطية بوشنينه والأستاذ عقوب بوقمره .. والقائمة تطول أيها المبجل أحمد .. نعم كنا نتعلم وكانت استراحة الإفطار هي الدليل علي رقي البلاد وفترة الازدهار فيها فكنا ننتظر الفسحة بفارغ الصبر لعلمنا أن معلمي النشاط الطلابي يقومون بتوزيع حليب البقر( المثلث ) وأكياس التمر الفاخر .. ناهيك عن الهدايا في الأعياد الدينية والقومية .. أحم أحم أنا لازلت أتحدث ولن تُسكتني ( اتفقنا ) حتي الصلاة أيها الأمين كنا نتعلمها ، حصص للصلاة وبالطريقة العملية كنا نؤدها جنبا إلي جنب مع ذلك الأستاذ الطيب ( كرم ) من جمهورية مصر الشقيقة فقد كنا ندرس مادة أضافية نتعلم من خلالها آداب الصلاة وكيفيتها .. هذه لن ولن تفعلها الآن أيها الأمين.. ولتعلم أنت وليعلم الجميع أن مدرسة النصر فيما سبق كان يتوسطها جامع صغير بكافة مرافقه في إشارةً بأن البيضاء والتعليم فيها كانا بألف خير سيدي المبجل ... أيها الأمين بالله عليك راجع حساباتك ولملم ماتبقى من دمار صنعته يداك وجرت قلمك التي لا تعرف إلا (علي الأخوة مدراء المدارس) (وعلي كافة الطلبة) ....( وستنزل أقصى العقوبات ) ..... هذه هي لغتك في التخاطب والتعامل ... أحترس أيها الأمين فهناك خط أحمر لا ينبغي لسيادتك تخطيه انه الضمير الغائب !! فلابد له من أن يعود يوماً ... انتفض أيها الأمين وانفض عنك غبار الملفات المتراكمة علي مكتبك الإيطالي الصنع .. استقم أيها الأمين وأوقف ولو للحظة نسمات مكيفك ( الباور ) لتحس وتدنوا من من كوتهم رياح القبلي أمام أمانتك أيها الأمين .... أيها الأمين أحمد ستذهب يوماً كما ذهب غيرك إلي غير رجعة وسيبقي كرسيك كما هو بانتظار القادم الجديد والله أعلم كيف سيكون وإلي أي الفصائل المتنازعة ينتمي ويكون ..... ((( ملاحظة :ـ هذه أحبتي القراء تعزية أردت من خلالها إشهار الميت ودفنه في مقابر التعليم الجماعية في كافة شعبية الجبل الأخضر علي وجه الخصوص ))) عالم الاحســـــــاس