نشرت صحيفة “فرانس سوار” الفرنسية ما صرَح به العقيد منصور ضو فيما يتعلق بالأيام الأخيرة من حياة القذافي المخلوع في مدينة سرت.
وقد نقلت الصحيفة -وفقاً للمرصد الليبي للإعلام- تلك التصريحات عن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية وصحيفة “باري ماتش” الفرنسية، وصفا مفصلا للسقوط النهائي للطاغية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العقيد منصور ضو، كشف عن الأيام الأخيرة في حياة معمر القذافي المخلوع الذي بات في قبضة مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي، وحتى وقت قريب كان الجنرال ضو رئيسا للألوية الأمنية المتهمة بارتكاب قمع دموي ضد الثوار.
الهروب
وقد هرب العقيد القذافي في قافلة من السيارات الصغيرة عندما كانت طرابلس على وشك السقوط يوم 21 أغسطس الماضي، لم يحمل معه نقودا ولا سبائك في حقائب وفقا لما صرَح به ضو، كما قال “غادرنا طرابلس بسرعة وحملنا ما استطعنا حمله”.
وقال الجنرال إنه في ذلك الحين كان القذافي “يشعر بالرعب من حلف شمال الأطلسي، أكثر من خوفه من الثوار”. وقد عبر مع عشرات من الحراس والأقارب والمساعدين، مدينتي ترهونة وبني وليد. وقرَر نجله المعتصم، البالغ من العمر 36 سنة ورئيس القوات الموالية للحكومة، أن تكون سرت الملاذ الأخير لهم.
عزلة
وذكر الجنرال ضو أن الديكتاتور ونجله لجآ إلى قلب منطقة سكنية في وسط المدينة، كما أضاف أنه لم يكن هناك سوى بضع مئات من أتباعه يدافعون عنه.
وكان القذافي شبه معزول عن العالم حيث قال الجنرال “لم يكن لديه جهاز كمبيوتر، وغالبا من دون كهرباء وماء، في عزلة عن العالم. يقرأ القرآن، قليل الكلام. فلم يكن لديه سوى هاتف يعمل عبر الأقمار الصناعية وكان يستخدمه لإرسال خطاباته إلى التلفزيون السوري “الرأي”.
وأضاف “لم نكن نفتح ذلك الهاتف كثيرا حتى لا يتم تتبَعنا من جانب الأمريكيين”.
وفي معرض حديثه لصحيفة “نيويورك تايمز”، ادعى الجنرال أنه حاول إقناع القذافي أن الثوار لم يكونوا “جرذان” أو “مرتزقة” ، بل أناس عاديون. وأنه حاول حمله على ترك منصبه أو البلد. ولكن أجابه الدكتاتور قائلا “إنها بلدي، فأنا أحكم منذ عام 1977 “، مؤكدا أنه ” القائد” المحرر للشعب الليبي.
الفرار
كما أكد ضو أن الموالين بدأوا الانسحاب واحدا تلو الآخر وتركوا المدينة سرت مهجورة. وكان القذافي في منزله الأخير، رفقة نحو عشرة من أتباعه، ولا يمتلكون الكثير من المواد الغذائية. وكان الجميع يتناول فقط الخبز والماء والسكر.
وقال ضو “عندما تمكن الثوار من دخول وسط سرت في أوائل أكتوبر، فهم “القائد” أن موعد سقوطه قد اقترب”.
وفي السياق نفسه أكد المتحدث أن القذافي كان محاطا بإطلاق كثيف للنيران وقذائف هاون. وفي ذلك الوقت” انتهى الأمر، وكان في انتظار الموت”.
وبسبب قرب الثوار من موقع القذافي وأنصاره، قرر الفرار والاحتماء في أحد منازل أقاربه، حيث ولد. وفي 19 أكتوبر، كان نجله المعتصم قد أعد سيارات “بيك اب” محملة بالأسلحة والوقود. وكان من المقرر أن تغادر القافلة ليلا، إلا أن الموعد تأخر حتى الثامنة صباحا يوم 20 أكتوبر.
وقد تعرَض رتل السيارات الذي كان فيه الجنرال ضو صحبة القذافي في السيارة إلى صاروخ عندما حلقت الطائرات المقاتلة فوق مكان تواجدهم عندما كانوا متجهين غربا. وأشار الجنرال إلى أنه أصيب في ظهره وذراعيه أما القذافي فقد أصيب في رأسه وكان غير قادر على المشي حيث ساعده على ذلك إلى أن بلغوا أنبوبا لتصريف المياه لجأ إليه القذافي ولكن تفطن إليه الثوار، كما حاول نجله المعتصم الفرار ولكنه وقع في قبضة الثوار، وفقا لرواية ضو.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]