When a peaceful demonstration in Benghazi urged federalism, the interior
minister — a militia leader from Misurata — publicly threatened to lead
an armed force from his hometown to fight what he called a threat to
national unity.
وترجمة الخبر هي كالتالي : " عندما خرجت مظاهرة سلمية في بنغازي مطالبة
بالفيدرالية ، هددهم وزير الداخلية ، وهو قائد مليشيا في مصراتة ، هددهم
عليناً من مدينته مصراتة بأنه سيستخدم القوة المسلحة لمقاتلة ما يهدد
الوحدة الوطنية .
وهذه الأسطر أقل ما يقال عنها تزويير وتزييف مروجة لفتنة ، ونحن نتفهم
صدورها من صحيفة كنيويورك تايمز ، لأنها موجهة للسوريين ، ونبين هذا
التزوير وفق الاتي :
1- هل كانت المظاهرة سلمية ؟ أبداً ، جمع منهم وهم كثر سلميين ، ولكن كانت معهم أسلحة متوسطة وخفيفة .
2- وزير الداخلية فوزي عبد العالي أدلى بتصريحه قبل المظاهرة وليس بعدها .
3- حتى ولو صحت هذه الأقوال ، فهي كانت موجهة ضد من أعلن الإقليم ، وهذا لا
يختلف عليه اثنين انه غير شرعي وانقلاب على الشرعية ، وربما لو تمادى
أصحابه في ذلك لتم استخدام القوة ضدهم . فهناك فرق بين المطالبة بشيء وبين
فرضه في يوم وليلة ودون علم أغلبية الناس .
4- هل أصبح السيد فوزي عبد العال وكيل نيابة والمتحصل على ماجستير في
قانون قائد مليشيا !!!!!!! ولا ادري ما هي المليشيا التي يقودها ؟ اللهم
إلا ذا كانت وزارة الداخلية .
5- التأكيد على انه من مصراتة وأدلى بتصريحه من مصراته .
6- التأكيد على انه هدد بتوجيه مليشياته من مصراتة لمقاتلة من يهدد الوحدة
الوطنية أي أهل برقة أو بنغازي ( لا يهم ) فالمهم أن من خارج ليبيا
وبالاخص السوريين سيفهمون أن هناك حرب أهلية بين مصراتة وبنغازي وأهل الشرق
عموماً .
7- نأتي الآن إلى الطامة الكبرى ، وهي حقيقة ما أدلى به السيد فوزي عبد
العال وزير الداخلية خلال حفل لتخريج دفعة جديدة من رجال الأمن الوطني في
مصراتة إ . هل قال ما نقلته صحيفة نيويورك تاميز ؟ بالتأكيد لا، فلا يمكن
للسيد فوزي ولا حتى شخص مجنون أن يقول مثل هذا الكلام في ليبيا .
سنورد
لكم الخبر والتصريح كما هو لتلاحظوا مدى التحريف في الخبر وهو كالتالي :
(( .....دعا وزير الداخلية في الحكومة الانتقالية المؤقتة فوزي عبد العال،
*كتائب الثوار الخارجة عن سيطرة الحكومة الانتقالية لإلقاء السلاح أو
المخاطرة بمواجهة مع قوات الأمن الوطني الجديدة. وقال وزير الداخلية فوزي
عبد العال خلال حفل لتخريج دفعة جديدة من رجال الأمن الوطني في مصراتة إن
الأمن الوطني به الآن 25 ألف رجل وتستطيع ملء الفراغ الأمني.
وأضاف عبد العال انه يريد توجيه رسالة إلى تلك المجموعات التي لم تنضم إلى
وزارة الداخلية، موضحا في الوقت نفسه أنه لا عذر يتيح لهم القيام بوظائف
أمنية داخل ليبيا ويتعين عليهم أما الانضواء تحت لواء الشرعية أو أن قوات
الشرطة الجديدة ستتصدى لهم. ...)
أما رئيس تحرير صحيفة القدس الأستاذ عبد الباري عطوان فيبين الحالة التي
وصل لها مثقفي ومروجي القومجية العربية كهيكل وغيرهما من حالة إنكار .
(state of denial) لتهاوي أوهاهم الأيدلوجية المثيرة للمآسي والضحك في نفس
الوقت .
هؤلاء ليسوا محللين سياسيين ولا صحفيين . نستغرب ممن
يقدمونه هكذا في اللقاءات . هؤلاء ومنهم الأستاذ عبد الباري عطوان أشخاص
لديهم مشروع ويستغلون طريقة الإعلام الموجه لتحقيقه ولو أدى إلى قلب وليها
وأسلوب المناكفات وهذا ما يبدوا أنهم اكتسبوه من الأنظمة القومجية التي
كانوا يروجون لها ابتداء من نظامهم الأسطوري الناصري الغير صادق المزييف
الدكتاتوري الشمولي القاتل المعذب المقتلع لأظافر الناس .
عناوين مقالات السيد عبدالباري ، تبين الحالة النفسية التي يعانيها
وانفصاله عن الواقع ، من (سحر ساركوزي ينقلب عليه في ليبيا ) و ( بنغازي
مشيخة نفطية ) و ( ظهور الساعدي شؤم ليبيا ) و ( يرتعدون منهم حتى في
قبورهم ) .
تخيلوا الليبيين من فقدوا مئات الألوف من الشهداء
والجرحى على مدار 42 سنة من اجل إطاحة هذا الحكم الدكتاتور يرتعدون . ونحن
لا نستغرب ذلك ، فهؤلاء لا يجيدون إلا النسخ واللصق ، فهو يتخيل أنهم فعلوا
ذلك لكي لا يتحول قبره إلى مزار يحجه الليبيين !!! ونحن حمدنا الله أن
دفنوه في مكان سري لأننا كنا ندرك أنه لو دفن في مكان معروف لتم نبش قبره
ومن معه والتمثيل به وبعظامه أكثر وأكثر ، فهناك مئات الألوف ممن لم يشفوا
غليلهم منه وهو ما سيشوه ثورتنا وبلدنا بل وديننا بل والأستاذ عبد الباري
شخصياً . رغم أننا لا علاقة بذلك إن وقع .
آخر مقالات ولقاءات رئيس تحرير صحيفة القدس بشأن ليبيا مليئة
بالعديد من التزييف والتضخيم والتهويل والمناكفات اللبنانية . وهذا ليس
مستغرباً ممن عاش ونذر عمره للانتصار للأيدلوجيات الديكتاتورية المورثة
للاستعباد والهزائم والتخلف ولو أدى إلى لي أعناق الحقائق . وكم بعثنا
وغيرنا العديد من التعليقات على مقالاته ظانين أنه مثلنا في البحث عن النقد
للاستفادة منه . فلم ينشر أي تعليق منها ونشرت التعليقات التي تمجد
المقال والقائد الأوحد عبد الباري وتشيد بعبقريته السياسية وبأنه ضمير
الشعوب العربية ومن يرى الحدث قبل وقوعه ، وهي أساليب أضحت ممجوجة ويعرفها
القاصي قبل الداني إلا من كان لا زال يعيش في خمسينيات وستينيات القرن
الماضي ومآسيه .
ونحن نتفهم أحقاد الرجل الشخصية التي تحركه تجاه بعض الشخصيات الليبية
والثوار الليبيين ، ومدى ما يعانيه من الآلام نفسية جراء انهيار أيدلوجياته
العنصرية المورثة للهزائم و والتزييف .و
ندرك أن معظم الليبيين
لايأبهون لا بكلامه ولا بكتابتنا تجاهه . ولكن ندرك أن كل كتابته وآرائه
حول ليبيا البعيدة عن الواقع ابتعاد المشرق عن المغرب ، ذلك كله ليس موجهاً
لليبيا فنحن ندرك أن الليبيين لا يعيرون اهتماماً لهذه الكتابات فهم
مشغولون ببناء دولة الديمقراطية والعدالة .
نعم كل هذا اللامنطق واللاعقل والتضخيم ولي الحقائق وأساليب المناكفات
موجه للسوريين المنتفضين بأسلوب إعلامي هتلري ناصري مثير للقهقهة أحياناً .
إن تأكيد الأستاذ عبد الباري عطوان وتياره القومي أكثر من مرة بان ليبيا
الآن أصبحت أسوأ من عهد القذافي بذكر وتضخيم أشياء من نسج أمانيه هو ،
ليؤكد أن التدخل الدولي بما فيه العربي خطأ جسيم ، بل وان الثورة خطأ كبير
في ترجمة لقوله أن ليبيا الآن أسوأ من عهد القذافي والليبيين يعرفون عدم
صحة ذلك ، ولكن المعنى موجه للسوريين ، بإيحاء أن نظام الأسد أفضل من
الثورة لو انتصرت .
نعم فهذا التيار كحال النظام السوري بل النظام الإسرائيلي يترك أساس
المشكلة والمعضلة وهي الشعب والناس ليحول المشكلة إلى الشخصيات المعارضة ،
فمشكلة الأستاذ عبد الباري مع المعارضة الليبية و السورية كما يقول ،
ونظام الأسد يركز على شخوص العارضة وكذلك الإسرائيليين على قادة حماس
وغيرها ، لكي يوهموا باقي الناس أن المشكلة سببها هؤلاء في أهانه واضحة
للشعوب ، ولا أدل على ذلك من قول الاستاذ عبد الباري بان المعارضة السورية
ضحكت على الشعب السوري لان الشهداء ازداد عددهم !!!
في أهانه واضحة
وتلميح بان المعارضة هي من أخرجت الناس إلى الشوارع وهي من تحرضهم ،
الشوارع التي لم يزرها يوماً ولم يرها ، ولذلك فهو لا يعرف كيف تغيرت على
مدى 40سنة ، والحقيقة أن الشعوب في هذه الزمن متقدمة على المعارضة
التقليدية وشخصوها بأشواط كثيرة ، فالمعارضة تلاحق الزمن لكي تلحق بها .
ولكننا لا نستغرب ذلك ممن تربى على شخصية القائد الأوحد الملهم القائد
لقطعان الأغنام من الجماهير ، التي لا تفهم وتجر جراً ، ويضحك عليها .
ننبهكم أخوتنا السوريين ، يا من أذهلتم العالم بصبركم وثباتكم ، وانتم
أدرى منا بذلك ، انه مما من ثورة وإلا وبها تضحيات والآلام وتحديات ومخاطر
ولكن ليس كما صورها الأستاذ عبد الباري . الواقع أن كلام هذه الصحف ورؤساء
تحريرها كالأستاذ عبد الباري عطوان موجه في ثناياه لكم كالعقيم الذي ينصح
زوجين بعدم الإنجاب ، لان الحمل فيه الآم وان تلك المرآة ماتت أثناء
الولادة ، كما أن الزوجة قد تعجز عن تلبية حاجيات الزوج خلال الحمل ، وقد
يموت الطفل واللام خلال الولادة ، ولان ذلك الطفل قد ولد مشوهاً وذلك
الطفل مات .
وحتى ولو ولد الطفل بصحة جيدة ( كحالة دولة ليبيا الجدية ) فانه يستغل أي
مرض أو وعكة صحية للطفل خلال سنته الأولى ، الحساسة والضعيفة في مناعته ،
ليأتي ويقول لهم ألم أقل لكم أنني كنت على حق .
يحاول تغيير الحقائق ويضخم الأشياء ليصل إلى النتيجة التي يريدها وهي :
1- أنني متنبي هذا العصر ومحلله السياسي الأعظم ، لأنني اعلم ما لا تعلمون
جميعكم ( والعياذ بالله ) . فانتم مغفلون مضحكوك عليكم من المعارضة العميلة
الخائنة .
2- النظام السوري أفضل بكثير من الثورة لان فيه الاستقرار.
ونود أن ننبهكم لأهانه أمثال هؤلاء لكم علناً في لحظات الغضب ، فرغم الفارق
الذي يدركه كل محلل سياسي موضوعي بين دكتاتورية وشراسة نظام بن علي ومبارك
من جهة ونظامي الأسد والقذافي من جهة ، والفروق الواضحة بين كل من هذه
الثورات ، ألا أن رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الأستاذ عبد الباري يقول
في إحدى لحظات غضبه : " انظروا إلى تونس ومصر ، هذه الثورات الشريفة من لا
تستنجد بالأجنبي!!!! ببساطة انتم تستحقون لقب الشرف وصكه من الأستاذ عبد
الباري بشرط كذا وكذا ، وما دمت طالبت بعد كل هذه التضحيات والثبات بمساعدة
جوية مثلاً أو أسلحة فصك الشرف سحب منكم من وزير الشرف العربي الأستاذ عبد
الباري .
فهل يقبل عاقل أن يقال بان الفلسطينيين المقيمين في أراضي 48 أو من كانوا
في الضفة وغزة قبل اتفاق اوسلو وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة كانوا أفضل
حالاً من حيث الاستقرار والخدمات والكهرباء والعمل والمرتبات ؟ رغم أن
ليبيا الآن رجعت بنسبة 90 % إلى الحياة الطبيعية ، بل أن الشعب الليبي يمر
هذه الأشهر بمرحلة التخمة من المال وكثرة السيارات والسلع الغذائية
والإيفاد لعلاج ، لدرجة حذر معها الاقتصاديين من مخاطر تدهور قيمة العملة
الليبية .
هل يعقل منطقاً وعقلاً ، أن يقال ضحكتم على الشعب الفلسطيني ، بان مقاومته
لم تحقق له شيئاً بعد حوالي 60 سنة، وبأنه يخسر الشهداء
يقول الأستاذ عبد الباري : " ..........عارضنا تدخل حلف الناتو في ليبيا
لأننا كنا نعرف جيدا النتائج الكارثية التي يمكن أن تترتب عليه، بحكم
دراستنا واستفادتنا من تجربة التدخل المماثل في العراق وأفغانستان.
ويقول أيضاً : " .........الديمقراطية التي تُفرض بالصواريخ والتدخل
الخارجي لا يمكن أن تؤدي إلى الاستقرار وقيام الدولة الحديثة، واسألوا
العراقيين والأفغان حاليا، والليبيين في المستقبل القريب. .... ، .
هذه أزمة هذا التيار القومجي ، يظن نفسه يعلم الغيب( والعياذ بالله ) وان
السياسة والتاريخ بالنسخ واللصق ، فهو كان يدرك ما سيقع وكل العالم
تقريباً لم يكن يدرك ما سيقع أو سينتج .
وهل إذا تُرك الشعب الليبي
لوحده يقاتل وسقط منه 2 مليون قتيل ومليون بين جريح ومعاق ومفقود وتم تدمير
كل المدن الليبية وحرقت آبار النفط والغاز وتدمر ما بقى من بنية تحتية
وهُجر باقي الليبيين ، وتحرر الليبيين من نظام القذافي بعد كل ذلك في 3
سنوات بدون تدخل دولي ، هل سنصبح شرفاء أحرار في نظر السيد عبد الباري
وسيرضى عن المعارضة الليبية .
الاستاذ عبد الباري وتياره يعاني خللاً عقدياً وايمانياً ظهر في ثورتي
ليبيا وسوريا ، هل من انتصر في معركة الخندق المسلمين أم الريح ؟ وهل كانت
الريح ستأتي بدون حفر الخندق واستعداد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة
للقتال ؟ هل سبب فلق البحر هو عصا سيدنا موسى فعلاً ؟ وهل كان الله عز وجل
ليفلق البحر لولا لم يأخذ سيدينا موسى وبني اسرائيل بالاسباب المتوفرة
ويقاوموا ويذهبوا إلى البحر ؟
وقياساً على ذلك ، هل من فرض الحرية والديمقراطية هو التدخل الجوي أم عشرات
ألوف الشهداء والجرحى والمفقودين ؟ وما الذي جاء بالتدخل الدولي ؟ أو ليس
ألوف الشهداء والجرحى ؟ وهل سقط النظام العراقي بالقصف الجوي مثلاً طيلة
عشر سنوات ؟
هل استطاعت إسرائيل أن تحقق شيئاً في حرب لبنان 2006
بالطيران ؟ ولما قال قادة بريطانيا السياسيين والحربيين بان انتفاض طرابلس
وتحررها أنقذنا وأنقذ سمعة الحلف ؟ من وضع خطة طرابلس ونفذها ؟ وهل إذا تم
تدخل دولي في سوريا سيكون هو من اسقط النظام أم تضحيات الشعب السوري
الأسطورية ؟
ولكن الأستاذ عبد الباري يرى أن ما حدث بعد الإطاحة بمعمر ألقذافي هو نتاج
التدخل الدولي الجوي !!!! يعني هل عدم وجود مؤسسة جيش وطني في ليبيا هو
نتاج التدخل الدولي ؟
هل حمل الليبيين السلاح كان قبل أو بعد التدخل
الدولي ؟ وهل ضعف الحكومة أو الجيش الوليد هو نتاج التدخل الدولي ؟ نعتقد
أنها استنتاجات تعسفية اقرب إلى المراهقة السياسية المتطرفة منها إلى
التحليل السياسي العميق .
فالموضوعي يدرك أن ما كان متوقعا بعد نزاع مسلح شرس في دولة كان أكثر
سوداوية وتشاؤماً مما يجري الآن في ليبيا . هذا وإن كنا نتضامن جميعا
للتغلب عليه فهو طبيعي بل واقل من الطبيعي .
في الجزء الثاني من هذا المقال ، سوف نبين لكم الأساليب الاحترافية (
بالمعنى السلبي ) التي يستخدمها أمثال الأستاذ عبد الباري وتياره ويبثها
ليل نهار لتشويه الحقائق والانتصار للآراء والأيدلوجيات
سعد النعاس - عرب تايمز .