[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اجرت المنارة حوارا مفتوحا وشفافا مع مدير موقع السلفيوم الأخ الزميل الناجي
الحربي كشخصية أدبية لها حضورها البارز، وكإعلامي نشط متميز، فالحربي نسيج
وحده بدون شك، مما أثار انتباه الكثيرين من خلال ما يقدمه من طرح جرئ
وشفاف في الشأن الجاري، ولد عندنا فكرة أن نحاوره لنسبر غوره، فاقتحمنا
عليه حصونه فوق قمم الجبل الأخضر ووديانه واحراشه وأجوائه الساحرة، فمن
خلال حزمة ضخمة من الأسئلة انفجر ينبوع ليتحدث بكل الوضوح وبدون أي قيود
ليهاجم المنارة ويرمي اسئلتها بأنها متشائمة، ثم نراه يبسط يده بكل حميمية
وحرارة لجميع أبناء وطنه موجها الدعوة للجميع لنتحاور، على الرغم من
إعلانه وبدون تردد عن اختلافه مع الثوريين، وهو في هذا كله ينسجم مع
طبيعته التي كشف عنها وبكل وضوح كي يقف الناس على طبيعة الرجل وأرومته،
يتقلب بين الطرافة والجد والإستعارات اللطيفة والمقارنات العجبية التي
عقدها بين قول الفنانة فيروز وتباين اغنيتها( يا جبل الشيخ) مع قول الشاعر
الشعبي الراحل عبد الكافي البرعصي في غانوة العلم التي تقول( انهاب فالبكا
تميت ــ ونحمل في محاميل يقتلن) في اشارة خفية لما سيكشف عنه في معضلة
البيئة المحيطة ونشأة موقع السلفيوم فيها وما يحفه فيها من أعراف ترسم له
خطوطا حمراء غير معلنه لا محيص لها عنها مما سيشير إلى طرف منها في كلامه
ومعرض حديثه.[/color]
والحربي
بطبيعته لا يخفى تفاخره بسبق المواقع الإلكترونية الشقائق الاربعة (
السلفيوم وجليانه وفيلادلفيا والصياد) ومن الداخل وليس من الخارج في تناول
الأوضاع العامة بالنقد ويشير من طرف خفى إلى صحيفتي قورينا وأويا الاتي
خصهما بمقال نقدي عنيف اثار جدلا واسعا حينها، وناقدا لصحفنا الرسمية
واصفا إياها بأنها نماذج لصحف الولاء. ولم
يتردد الحربي في حديثه وحواره عن تناول الشأن السياسي الجاري معلقا على
المؤسسة الرسمية بقوله ( مؤسساتنا مازالت ترى حقوق الإنسان والديمقراطية
أمرًا لا شأن لنا)، ومع ذلك فهو متفائل إلى أبعد الحدود في أن تتطور آليات
ومؤسسات الدولة وكل أطر وأوعية ومحتوى الخطاب السياسي للعملية السياسية
الراهنة، التي اعتبرها الحربي أنها قابلة لكل إبداع، بل يدفعه حماس للجزم
بكونها ستتطور لا محالة نحو الأفضل لتكون أكثر جدوى وتحقيقا للعدالة،
فالحربي يرى أن التجديد مطلب يفرض نفسه في كل شيء. وتفاصيل
كثيرة ينثرها ضيفنا على طاولة الحوار تشير إلى ذهنية متفتحة ومتسامحة
ومتفائلة غاية التفاؤل، نابذة القطيعة والاقصاء والإشتراطات المسبقة
والقيود الصارمة على حرية الفكرة والرأي والتعبير. وأترككم الآن مع هذا الحوار المطول مع مدير موقع السلفيوم الأستاذ الناجي الحربي *** * ما هي القراءات الأولى؟ ومتى كانت؟ - القراءات الأولى تشكلت
من المدرسة وعدة مصادر أخرى منها : إن والدي ـ رحمة الله عليه ـ كان شرطي
مباحث زمن الملكية وقد كلف بالسفارة الإنجليزية بالبيضاء وكانت هذه
السفارة توزع الإصدارات التي أظن أنها تبشيرية كمجلة ( هنا لندن )
وغيرها... ثم كان أساتذتي وأذكر منهم ( الدكتور منصور الحرابي و الأستاذ
سعد بوفروة و الأستاذ راف الله يونس ) الذين كانوا يشجعوننا كطلاب على
قراءة الصحف و المجلات التي يجلبونها لنا من شحات و البيضاء إلى مسه على
درجات هوائية أحيانا...
· ثم أن الحركة الكشفية زادت من رصيدي الثقافي بشكل كبير و لا أنكر أنها كانت الانطلاقة.
· إلى جانب المجلات المصورة و المختصة بالأطفال مثل ( ميكي / طررزان/سوبرمان )
· وأخيرًا الأندية سواء نادي القيروان بمسه أو نادي الأخضر بالبيضاء.. و
لأنني لست رياضياً لعدم كفاءة وضعي الجسدي الذي لم يتناسب مع أية لعبة
اتجهت نحو الثقافة و إصدار الصحف الحائطية رفقة زملائي ( يوسف محمد عبدا
لقوي و علي الشلافطي ) في مسه و ( الصديق بودوارة و محمد بوسويق وعبد
الجواد عباس ) في البيضاء إلى أن اكتشفتُ الصحف
الليبية اليومية و المجلات عن طريق سالم الهندواي و عبدالرسول العريبي و
سالم العبار من خلال برنامجه المسموع ( ما يكتبه المستمعون ) الذي راسلته
بأسماء مستعارة إلى أن منحني الأستاذ سالم العبار شهادة النضج الثقافي
ودعاني للكتابة خلال الصحف و المجلات.
· لهذا من الصعب أن يدرك الإنسان يوم مولده بدقة لكن أعتقد إن هذه العوامل مجتمعة شكلت القراءات الأولى.
* من هي أهم الشخصيات المحلية والعالمية التي أثرت في توجيه الحربي الأدبي والثقافي؟ أهم
الشخصيات المحلية التي أثرت في توجيهي الثقافي: الصادق النيهوم و خليفه
الفاخري و أحمد إبراهيم الفقيه وعبدالرسول العريبي و سالم العبار وغيرهم
كثير... أما على الصعيد العالمي فأذكر ( تشارلز ديكنز و شكسبير و ارنست
همنجواي و ماركيز......
* ما هي أول المحاولات الأدبية للحربي وفي أي مجال كانت؟ -
أول المحاولات الأدبية كانت بصحيفة الحقيقة عام 1973 تقريباً تتعلق بالنقد
الاجتماعي واذكر أنها كانت عن مآسي الطريق الساحلي الذي شهد حوادث مريعة
وأذكر أني فرحت بها بالرغم من أنها كانت في زاوية مساهمات القراء أو آراء
القراء أو شيء كهذا... ثم مباشرة نحو مجلة الثقافة العربية التي نشرت لي
بعض الأبحاث التاريخية.
* تخصص الحربي الجغرافيا، فلماذا لم يتوجه نحو اللغويات والأدب والفلسفة، أو غيرها من فروع المعرفة الإنسانية؟ -
على فكرة تخصصي تاريخ وليس جغرافيا فأنا تخرجت في جامعة قاريونس من قسم
التاريخ وتحصلت على الماجستير في التاريخ القديم من جامعة عمر المختار
وأقوم بتدريس مادة تاريخ ليبيا القديم ومادة المغرب القديم بكلية الآداب بطبرق وأعتقد أن لا علاقة بالتخصص و الأدب.. فكم من طبيب هو أديب وكم من مهندس قاص.. وكم سياسي كاتب... و لا يعني أن تخصصي تاريخ لا اقرأ إلا ما يخص التاريخ.. على الإنسان أن يخوض البحث و القراءة وبعمق في مختلف العلوم كي يكون مثقفاً.
*
مشاركات الحربي عرفت بإثارتها للجدل وشيء من العدوانية الهجومية دون
مواربة أو مجاملة لماذا هذه النزعة في النقد؟ أين اصول المجاملة وقواعد
الدبلوماسية في أداء الحربي؟ - أنت لست الأول الذي يتهمني بهذا الاتهام... ولكن أقول لك إنني بدوي.. و البدوي لا يعرف المجاملة و لا يدرك برستيج الدبلوماسية.. هكذا
عودتني قريتي الصغيرة (( مسه )) التي لا تعرف المجاملة... إذا ما احبك(
مساوي= نسبة إلى مسه) فأنه يحبك بعنف وإذا كرهك فأنه يكرهك دون مواربة
ولعل أسارير وجهه تحدثك عن نواياه قبل أن تنطق شفتاه بذلك الحب أو الكره.
* لماذا لم يتجه الحربي نحو الإذاعة واختار الإعلام الإلكتروني؟ - أنا ابن الإذاعة.. أنا من مؤسسي إذاعة الجبل الأخضر المحلية كمذيع ومعد برامج مباشرة وتسجيلية واعتز بأنني أول من قام بالتسجيل الخارجي.. فقد
سجلت 26 حلقة من برنامج فضاء الذاكرة التقي فيه بأصحاب الخبر و الرعيل
الأول وأصحاب الريادة ويؤسفني لم يبق منهم على قيد الحياة إلا القلائل..
لكن هذا البرنامج مازال يعاد بثه في كل دورة إذاعية.. ولي برامج أخرى
متنوعة.. غير أن الإذاعة تستهلك المد الثقافي و لا تحفظ أو تحتفظ بالجهد
الأدبي و الثقافي... بعكس الإعلام الالكتروني الذي يؤرشف و يخزن الجهد
الأدبي و الثقافي المبذول.
*
كيف يقيم الحربي نفسه، هل يعتبر نفسه شخصية محافظة تقليدية، أم شخصية
متحررية من التقاليد والأعراف؟ أم هي مزيج بين المحافظة والتحررية كيف
يقيم هذه المعادلة؟ - إذا قلت لك أنا شخصية محافظة تقليدية فإن ذلك لا
ينطبق مع شخصيتي لكنني انتمي إلى قبيلة عريقة و اخضع لآدابها وأعرافها
وأعراف القبائل الأخرى وملتزم دينياً و لا أحب التطرف خاصة المجموعات التي
ظهرت أخيرًا في مجتمعنا الإسلامي... أنا مسلم على طبيعتي علمني أبي الصلاة
بطريقة مهذبة بالرغم من أنه لا يقرأ و لا يكتب فكان كلما اجتمعنا على
مائدة الطعام يقول عبارة واحدة: (( من لم يصلي لا
يأكل معي )) كانت رغبتي أن أتناول طعامي مع أبي ولهذا كان لزاماً علي أن
أصلي... هؤلاء هم آباؤنا وأجدادنا يعلموننا بالفطرة ويخافون الله و لا
يتعدون على حرماته... يضاف إلى ذلك فأنا وطني بدرجة وطني أحب بلدي واعشق
أرضها و لا اتفق مع كثير من الثوريين في أفكارهم لكنني أول الملتزمين
بالتوجيهات القومية و الوطنية.
* ما هي هوايات الحربي وميولاته الشخصية الأخرى؟-
إلى جانب القراءة و مطالعة المواقع الالكترونية و الكتابة بتواضع أحيانا
فأنا اعشق السفر وسماع الموسيقا وخاصة (فيروز) ومتابعة الأدب الشعبي من
شعر وقول أجواد وغناوي علم... وأظن أنك رأيت التباين الواضح بين أغنية
فيروز (يا جبل الشيخ ) مثلاً وغناوة العلم للراحل عبدالكافي البرعصي والتي قال فيها (انهاب فالبكا تميت ـ ونحمل في محاميل يقتلن )
* اسمح لي أن أسألك بشيء من الصراحة عن المواقع الأربعة التي خرجت في وقت واحد جليانة - السليفوم – فيلادليفا والصياد .. نريد نعرف قصة هذه المواقع ومن وراءها ومن صاحب الفكرة ومن يديرها .فمنذ
عامين تقريبا ظهرت أربعة مواقع من داخل البلاد ترفع شعار الإصلاح ويشار
إليها بأنها تتبع المهندس سيف الإسلام القذافي .. ما هو السبب في ظهور
أربعة مواقع في وقت واحد ؟ وهل كان هناك حوارات ونقاشات بين المشرفين على
هذه المواقع تم الاتفاق بعدها على سياسات وأهداف هذا المواقع أم هو مجرد
قرار فوقي اتخذ وانتم عبارة عن موظفين في هذه المواقع؟ - ليست هناك قصة لهذه المواقع الأربعة... كل ما هنالك أن مخاض الثقافة الليبية افرز هذه المواقع كبداية لترسيخ مفهوم الإصلاح ولتغيير وجه الثقافة الليبية لأجهزة الدولة... راعي هذه المواقع هو المركز
العربي للنظم و التقنيات الشاملة المنبثقة عن رؤية المركز العالمي لدراسات
وأبحاث الكتاب الأخضر المعروف بتطلعاته و أفكاره ورؤاه الإصلاحية...
إصدارات المركز العالمي للكتاب الأخضر أثرت في المشهد الثقافي بشكل فاعل
مثل مجلة المؤتمر و فضاءات و الدراسات والمرصد ونون وتانيت.. المركز
العالمي كان ومازال له الدور الكبير والمميز من خلال إثراء المشهد الثقافي
بشفافية نادرة وذلك بعقد الندوات الثقافية في الداخل والخارج وإقامة
المعارض في الداخل والخارج أيضاً وطباعة مجموعة كتب واستضافة مفكرين
عالمين مثل أركون وفرنسيس فوكوياما وديفيد فيفينز صاحب الطريق الثالث وكان
مدير هذا المركز الدكتور عبدالله عثمان وراء هذه الأنشطة جميعها.. واستطاع
أن يخرج المشهد الثقافي من جموده الذي سيطر عليه مؤسسات الدولة ردحاً من
الزمن ومن الطبيعي حيال ذلك إطلاق مجموعة من المواقع الإلكترونية بكاريزما
ثقافية مميزة ومن هذه المواقع بوابة ليبيا، أم السرايا، مركز الجمار
للإعلام، والسلفيوم من ضمن هذه السلسلة.. ومن المعروف إن الدكتور عبدالله
عثمان رجل أكاديمي وشخصية مقبولة في الوسط الثقافي لاتزانها وهدوئها..
واختياري إلى الآن لا أعرف من أين أتي ؟ ربما نتيجة لما انشره بالصحف وما
عرف عني بعدم المجاملة و التوجه نحو النقد الاجتماعي و السياسي و
الثقافي... ربما لأسباب أخرى لا أعرفها و لكن عندما عرض الأمر قبلت
لإيماني بأن هذا الزخم سيعيد للثقافة الليبية وجهها الحقيقي.
بلادنا
تزخر بالطاقات الإبداعية وتنتظر من يفجرها ويمسح عنها الظلم و الغبن و
الإقصاء... وها نحن وجدنا ضالتنا في هذه المواقع وفي الصحف الإصلاحية و
القنوات الفضائية الطموحة وننتظر المزيد من هذا الزخم الثقافي وأعتقد أن
هذا الزمن هو عصر ازدهار الثقافة الليبية فنجد مجلس الثقافة العام يعمل في
وجود وزارة الثقافة التي أحدثت تغييرات جذرية في المفهوم الأدبي و الثقافة
إلى جانب مساندة التيار الإصلاحي بكل فعالياته الصحفية و قنواته الفضائية
و مواقعه الالكترونية.. والوضع الراهن للثقافة الليبية يشجعنا على إلغاء
وزارة الثقافة والسعي نحو خلق صحافة مستقلة تستوعب كل المبدعين على اختلاف
مشاربهم ومدارسهم ومعتقداتهم الفكرية والثقافية.. أعتقد أن هذا الذي يحدث
هنا في ليبيا بداية صحيحة وحقيقية لثقافة لا تلتفت نحو الخلف بل تسابق
الزمن إلى المستقبل.
وليعلم
الجميع إن تأسيس المواقع سبقتها عدة اجتماعات.. اختلفنا في بعض البنود
واتفقنا في البعض الآخر.. لكن الهدف الأسمى هو الوطن أولاً وأبناؤه سواء
في الداخل أو الخارج.
*
التساؤل الآن حول الفضاء الإعلامي وما نشهده فيه من حراك، كيف ينظر الحربي
إلى حقيقة ما يسمى أنه حراك هل فعلا نحن أمام حراك فعلي وجاد، أم تراه
مجرد فقاعات مؤقتة وصمام تنفيس لا غير؟ -
ما نشهده الآن من حراك ثقافي في ليبيا هو حالة مخاض يسبق حالة ولادة..
وككل بداية لابد من الارتباك.. والارتياب.. والتخوف.. و التفاؤل يمنحنا
قسطاً من الشجاعة والإقدام لخوض غمار هذه التجربة.. لا أدري ما الذي يجعل
أسئلتك تشاؤمية أكثر من التشاؤم.. فقد قيل: تفاءلوا خيراً تجدوه!!
* كيف يرصد الحربي الخارطة الفكرية لما يشهد من حراك ثقافي على الساحة الليبية داخليا وخارجيا؟ -
الخارطة الفكرية للحراك الثقافي على الساحة الليبية داخلياً وخارجيا أراها
غير متوافقة، وحتى نتفق لابُدّ لنا من التعرف على خارطة الفكر الراهن
وتوجهاته الرئيسية، لابُدّ لنا من التخلص من عزلتنا الذهنية وأن نستوعب
الجوانب الثقافية والاجتماعية لأي متغير.. نحن في عصر يسابق سرعة الصوت..
نحن نحتاج إلى لم شمل النخبة المثقفة وإعادة فنوات الحوار بين فئاتها
المختلفة بمنأى عن السياسة..
* ما هي الظروف المطلوب توافرها لتطوير هذا الحراك كي يكون ذا تأثير حقيقي ويستقطب توجهات وميول الراى العام الليبي؟ الظروف
المطلوب توافرها لتطوير هذا الحراك لكي يكون مؤثراً حقيقياً ويستقطب
توجهات وميول الرأي العام الليبي أن نتصدى لروح السلبية وأن نتحاور بهدوء
ولا جدوى من النقاش لأن النقاش عادةً ما يفضي إلى طريق مسدود.. أنا أفضل
الحوار.. وحتى في اللغة هناك فرق شاسع بين الحوار والنقاش.. وعلينا أن
نُفّعل قنوات التواصل بين المثقفين.. ولا بأس لنا هنا في الداخل من
استثمار فكر مثقفي المهجر.. وعلى مثقفي المهجر التخلص من الثنائيات
الفكرية.. و جميعا علينا نزع فتيل الخصومة حتى نضع حراك ثقافي يقوم على
ركيزة قوية.. لا بد لنا –معاً- من إيجاد قالب يستوعبنا ويستوعب أفكارنا..
ما العيب في أن نتفق؟!!
*
ما هي الروابط بين هذا الحراك وإتجاهاته الفكرية وبين الراى العام الشعبي؟
يمعنى هل تعبر عن هموم وميول المواطن الليبي أم هي مجرد أحلام صفوية في
بروج عاجية؟ -
الروابط بين هذا الحراك واتجاهاته الفكرية وبين المجتمع الذي يشكل الرأي
العام الشعبي، أهمها التخلص من أفكار الماضي التي أراها تشد المجتمع نحو
الخلف.. لا يمكن تطبيق النظريات العصرية على مجتمع
مازال يعيش في حالة من التخلف وبالرغم من ذلك فهو لا يثق في الحراك
الثقافي والإعلامي.. لأن صحافتنا رسمية وأنموذج لصحافة الولاء.. لأننا
نؤكد على مبدأ حرية التعبير وحرية النشر وننسف ذلك بعبارات مكبلة للحرية
مثل 'بما لا يتعارض مع القانون' وكأن القانون فوق الدستور.. لأننا لم نحسن
توظيب الإعلام في عملية التنمية ولأننا نعيش مأزق أن إعلامنا لم يرتق إلى
مستوى الرسالة المرجوة منه في تعميق وعي المواطن تتشعب منه مآزق اقتصادية
وأخرى ثقافية وثالثة تنظيميّة.. وأعتقد أن سؤالك هذا جاء نتيجة لعدم
الارتقاء بمستوى الرسالة المنوط بها وهي رسالة الإعلام.. كان يجب أن يتوقف
السؤال علامة الاستفهام الأولى.. ولا داعي لتوضيح التالي الذي يبدأ (بمعنى
هل تعبر....) إلى عبارة (أم هي مجرد أحلام صفوية في بروج عاجية؟) وهذا
يعني إيمانك واعتقادك بنتائج سلفاً.. إن غياب روح التفاؤل التي يخاطبنا
بها إعلامنا في الداخل والخارج من أهم أسباب غياب الروابط بين الحراك الثقافي الحالي وبين الرأي العام الشعبي.
*
كيف يقيم الحربي الأوعية والأطر التي يحدث فيها هذا الحراك، من مواقع
الكترونية وصحف ومجلات ومسرح ونداوت ومؤتمرات ومعارض وتظاهرات متنوعة؟ -
المواقع الالكترونية والصحف والمجلات والمسارح والندوات ومختلف التظاهرات
الثقافية.. 'آن لنا أن نعترف بأن الزمان اختلف' علينا اللحاق بالركب حتى
وإن كانت خطواتنا متعثرة.. حتماً ستستقيم الخطى وإن طال المسير.. دائما
البدايات تكون مرتبكة.. المهم أن ألاّ يكون الأداء أقل من القدرات.. ولا
نتحرج من التردد.. ولكن الأهم أن نصل إلى إنتاج رسالة إعلامية مبتكرة
ونافذة..
* وسط هذا الحراك كيف ينظر الحربي إلى الحوار وموقعه وثقافة التفهم للأخر؟ -
أرى أن الاستعداد للحوار أهم بكثير من الحوار.. وألاَ نضع شروطا مسبقة
للحوار.. غير ذلك فإن حواراتنا ستتصف بتصفية الحسابات.. علينا أن نقبل
وجهة نظر الآخر.. هكذا عارية من المصالح الشخصية وخالية من الضجيج.. وغن
نتخلص من لغة النعي والتباكي على الماضي بكل إيجابياته وسلبياته.. للأسف
نحن لا نجيد الاستماع.. لكننا نتقن تنظيم الكلام المفضي دائمًا إلى
القطيعة.. ما الضرر في أن تسمعني وأسمعك.. وأن تحاورني وأحاورك.وربما لو
تحليت بميزة حسن الاستماع تقنعني وينتهي الخلاف.
* المواقع الليبية المختلفة كيف يقيمها الحربي؟ الإلتزام والجودة المهنية، المضمون الفكري ووالثقافي والإجتامعي والسياسي؟ -
المواقع الليبية على رأي أحمد عدوية (حبه فوق وحبه تحت).. بعضها لا يرضي
الطموح والبعض الآخر متعثر.. والمشكلة أن بعض المواقع تجر خلفها حزمة من
الأفكار الهدامة.. ليست لمؤسسات الدولة فحسب ، بل للمجتمع بأكمله . وفي
الحقيقة هناك بعض المواقع لم تقنعني.. فمن خلال ما تطرحه أشعر بروح
عدوانية تجاهها.. والبعض الآخر معتدل في آرائه وتكاد تكون قريبة مني..
كأنها تتحدث نيابة عني.. ومنها ما يهمل الجانب اللغوي بأخطاء تجعلني
أغادرها فورًا.. ومنها ما يتشبث بأفكار بالية غير مقنعة.. ومنها ما ينشر
أي شيء لمجرد النشر.. حتى ولو لم تكن في المستوى من الناحية الثقافية ما
يسيء إلى وجه الثقافة الليبية.. ومنها ما يفاجئك بمادة ضعيفة أو خبر كاذب
يجعلك تأسف لحاله.. ولا أنكر أن موقع السلفيوم وبكل شفافية وتواضع يكون أحدها رغم الحرص الشديد..
* ما هي شروط الموقع او الصحيفة الناجحة في رأى الحربي؟ -
في تصوري من أهم شروط الموقع أو الصحيفة الناجحة.. الصدق أولاً و الصدق ثم
الصدق تأتي بعد ذلك قضية المحافظة على الثوابت القومية والوطنية
والعقائدية.. كاللغة والرقعة الجغرافية التي نعيش فوقها والدين الذي
نعتنقه.. ثم تأتي الأمور الفنية التي تشبه المُقبلات على مائدة الطعام..
فهي ضرورية ومهمة.. وأخيرا يأتي الرجل المناسب في المكان المناسب.
* كيف ينظر الحربي إلى التنافسية الراهنة بين المواقع والصحف الليبية؟ -
التنافس الشريف مطلوب بين المواقع وبين الصحف الليبية لإفراز الإبداع
الحقيقي.. ومن التنافس نتعلم النقد ونتقبل الرأي والرأي الآخر.. المجاملة
مازالت تسيطر على ثقافتنا.. والنقد عندنا يتجه نحو الأشياء الشخصية وينحرف
إلى منزلقات خطيرة.. ومن المفترض أن يكون النقد منصب على النص لا على كاتب
النص.. وأعتقد انه يلزمنا الكثير من الوقت للتدرب على سعة الصدر.
* ما هي العوائق التي تقف في طريق الإبداع والتألق المهني في المجالات الإعلامية المخلتفة؟ -
من أهم العوائق التي تقف في طريق الإبداع والتألق المهني في المجالات
الإعلامية المختلفة أن مؤسساتنا مازالت ترى حقوق الإنسان والديمقراطية
أمرًا لا شأن لنا به كمثقفين.. وأن فيروس الكتَاب الكبار والكتَاب الصغار
مازال ينتشر بقوة في أوصال الثقافة.. وأن لا توافق بين دعوى مثقفي
الخارج وحلم مثقفي الداخل للوصول إلى صياغة موحدة للحوار الوطني.. وأن
إلغاء الآخر سمة بارزة في ثقافتنا الحاضرة.. وأننا لم نستفد من تجارب
السلف الصالح.. ثم إن جمود التنظيم سبب رئيس في
عجز مؤسساتنا عن تلبية المطالب المتجددة للثقافة.. بالإضافة إلى سوء
إنتاجنا الإبداعي في غياب قانون يحمي المبدع!!
* أين يقف مشروع الإصلاح في اللحظة الراهنة؟ وما هي كبرى التحديات التي تواجهه؟ -
مشروع الإصلاح غير متوقف.. بل يسير بخطى واثقة بالرغم من البطء.. وهو في
منتصف الطريق الآن.. وأكبر التحديات التي تواجهه هي فلول القطط السمان
التي تحاول عرقلة مسيرته ومهاجمة تيار الإصلاح المتجه نحو ليبيا الغد.
* ما هي الخطوط الحمراء غير المعلنة التي تحاصر السلفيوم يا ترى؟ -
المتتبع لموقع السلفيوم منذ ولادته وحتى هذه اللحظة يدرك جيدًا الخطوط
الحمراء المعلنة وغير المعلنة التي تهدده.. السلفيوم يُحاِصر ولا
يُحاصَر.. يطارد اللصوص.. ويفضح الممارسات الخاطئة.. ويحارب الظواهر
السيئة.. و لك أن تتصور الخطوط الحمراء.. ولعل أهمها صعوبة التركيبة
الاجتماعية التي نشأ فيها السلفيوم.. فهي بدوية.. يتواصل أفرادها بعلاقات
مصاهرة وطيدة.. يصعب فيها الكتابة عن الظواهر الهدامة بشيء من التعرية.
*
إمكانيات موقع السلفيوم ضخمة مقارنة لما عند غيره من المواقع بحسب ما
وصلنا، ولكن هل يتناسب حجم إمكانيات الموقع مع أدائه ورفعه للواقع الليبي
وهو موقع في الساحة الداخلية ويمكنه الوصول إلى مفاصل الدولة والمجتمع بكل
سهولة ويسر؟ -
موقع السلفيوم مازال يحبو.. وهو وليد شرعي لثقافة المنطقة التي ولد فيها
وإمكانات متواضعة.. تقف الجهات المتصفة بالنقاء والطيبة والنزاهة إلى
جانبه.. وخير دليل على ذلك فهو يعيش في كنف قصر الثقافة التابع لأمانة
الثقافة والإعلام بالجبل الأخضر التي احتضنته منذ اللحظة الأولى للتفكير
في إقامة موقع إلكتروني يحتوي إبداعات المنطقة ويبرز أنشطتها ويلامس
واقعها عن كثب.. لكن خبرتنا تعتبر جديدة.. فنحن انخرطنا في هذا المجال دون
أن نتلقى الدورات المؤهلة لذلك كعادة أي مجال جديد في ليبيا.. لكننا إلى
حد ما نجحنا في أرسى الفكرة وقد يأتي بعدنا من يرفع من مستوى أدائه..
ويكفي السلفيوم وجليانه وفيلادلفيا والصياد سبق الريادة في انتقاد الوضع
الراهن والمشهد الثقافي قبل أي قناة ثقافية أخرى.. هذه المواقع التي تسير
بخطى وئيدة حملت مشعل الإصلاح قبل أن تعرف صحيفة قورينا وأويا النور وقبل
أن تعانق القنوات الفضائية الليبية المختلفة فضاء الأثير.. وهذا في حد
ذاته رصيد يسجل لهذه المواقع في مجال الحرية وحقوق الإنسان.. هذه المواقع
هي أول من تواصل مع الأطياف الثقافية في الخارج.. وهي أول من مد جسور
الحوار معهم.. وعن طريقها بات يعرف عن الداخل كل شيء على حقيقته بعيداً عن
تضخيم الحقائق.. بعيداً عن الإشاعات.. ونحن ماضون بعون الله في نشر
الحقيقة كما هي.. ومحاسبة أنفسنا و المسؤولين.. ما لنا وما علينا ولا عيب
في ذلك لأننا نطمح إلى بناء الغد على أساس متين.
* ما هي آفاق السلفيوم في المرحلة القادمة؟ -
آفاق السلفيوم المستقبلية كثيرة.. فهو يسعى إلى عقد مؤتمر لكتاب الانترنت
بقصد وضع ميثاق شرف للثقافة الالكترونية.. وهو جاد أيضاً في إصدار صحيفة
ورقية مصاحبة لما ينشر بالموقع تستوعب إبداعات أولئك الذين يعزفون عن
النشر الإلكتروني (ولقناعتنا بأنه لا غنى عن الصحافة الورقية.. والنية
أيضاً تتجه نحو تأسيس منتديات ثقافية ورياضية وفكرية على هامش ما ينشر
بالموقع.. فالدراسة الآن تتركز على هذه الأهداف الثلاث في الوقت الراهن.
* لو كنا في حاجة لميثاق شرف للصحافة الإلكترونية فما هو تصور الحربي لمضمون هكذا ميثاق؟ -
أرجي إجابة هذا السؤال إلى حين خروج توصيات مؤتمر ميثاق الشرف للصحافة
الالكترونية الذي سيعقد برعاية موقع السلفيوم في القريب العاجل.
* هل في اعتقادك أن موقع السلفيوم او المواقع الاخرى المشابهة لكم والتي تعمل من داخل البلاد متوقع لها أن تكون من المنابر والملتقيات والمنتديات التي تناقش القضايا السياسية خارج اطار المؤتمرات الشعبية كما أشار المهندس سيف الإسلام في خطابه الأخير بمدينة بنغازي . -
هذا من ضمن سياسة موقعنا وأعتقد أن المواقع الأخرى لا تتأخر في إضفاء روح
الحوار وليس النقاش، في الأمور السياسية خارج إطار المؤتمرات لإثراء
قراراتها وبنفس الطريقة التي أشار إليها المهندس سيف الإسلام في خطابة
الأخير في مدينة بنغازي وهذا يعد من نتاج السلطة في ليبيا، أي أنه إضافة
إبداع آخر في مجال حرية الرأي، فالسلطة الشعبية ليست قرآناً منزلاً بل
قابلة لكل إبداع.. والمتتبع للسلطة الشعبية في ليبيا يلحظ أنها بدأت
متثاقلة إلى أن أصبحت على النحو الذي عليه الآن.. وربما ستتطور نحو
الأفضل.. بتوضيح أكثر جماهير المؤتمرات إضافة على السلطة ابتكارات جديدة
جعلتها تتناسب مع ظروف المجتمع.. فالتجديد مطلوب في كل شيء ولا نستغرب أن
تتطور أساليب ممارسة السلطة لتكون أكثر جدوى وتحقق أكثر عدالة.
في الختام نتمنى للزميل الحربي كل التوفيق ونتمنى لزميل السلفيوم مزيدا من التألق والنجاح · [b]شكراً
لك.. وشكراً لموقع المنارة.. وأنني أتقبل كل التعليقات حتى ولو كانت تسئ
إلى شخصي.. وهذا رجاء من المسؤولين على هذا الموقع بنشر كل تعليق مهما
كانت قسوة الأسلوب فيه.. كما أرجو المحافظة على نشر كل ما ورد بهذا اللقاء
دون حذف أو زيادة... أشكركم جميعاً