عيـــسى

كان اول لقائى به سريعا لدرجة لم اميز فيها ملامحه كثيرا..توالت بعد ذلك لقائاتى به..احببته من اول كلمة قالها لى..احببت الحركات التى يقوم بها للفت انتباهى له ..لم يكن يحتاج الى ان يلفت انتباهى اليه لاننى انا الاخرى ماعاد يفارق خيالى منذ اول معرفتى به...اسمــــه (عيسي) كان صغير الحجم والعمر ...له مسحة حزن تلمع فى عينيه كاقطرة مطر الشتاء ..ربما ذكرته بامه التى لم يعرفها ابدا..وربما ذكرنى باشياء واشياء تستحق ان اشكر الله عليها...ترددت على (دار رعاية الايتام) لبحث كنت اعده لتخرجى فى عام 2001 التقيته هناك تعلق بي بشكل غير معقول وكونى كنت حامل باول توأمى فقد احسست بشعور رهيب ناحيته اختلط بحبى وعطفى وشفقتى عليه وعلى الظروف التى جعلته نزيل هناك...كان عمرة حوالى 9 سنوات..وما أدمى قلبى حينها اننى من منظر شعره المتساقط ووجه الشاحب علمت انه يعانى من (السرطان )عفاكم الله -جاهدت نفسي كثيرا ان لااتعلق به ..لكن هيهات من قلبى الذى تشبث به وكانه ابنى الذى نشئ من كبدى..ترددت على تلك الدار البائسة الباردة الممتلئة بتلك العيون الصغيرة الباحثه عن حضن مفقود الى ابد الابدين..دام ترددى عليهم حوالى اسبوعين متصلين مع رفيقتى انذاك..وبعد فترة من اكمال البحث والمراجعه قررنا ان نزور اولئك الاطفال ونحمل لهم معنا هدايا حتى لايشعرون ان ترددنا ما كان الا لبحث علمى فقط ولنشعرهم اننا احببناهم واحببنا ابتسامتهم فى وجوهننا التى كانت صادقة بلا مصالح ولا مجاملة....اتفقنا وقررنا واجتمعنا انا ورفيقتى الاثنتين وذهبنا ذاك اليوم وعندما شاهدوننا قادمات نحوهم جاءونا يركضون ويزاحمون حتى يصل كل منهم قبل الاخر فتحت ذراعى واستقبلت عدد لابأس به من الروؤس الصغيرة التى تمرغت فى حضنى وبين يدى ..وجالــــــــــــــــــت نظراتى باحثــة عن فلم اجده وادركت انه ربما مريض فى غرفته من بعد حقنه بذلك العلاج الكيميائي المُتعب الذى طالما اشتكى منه لى ....صعدت السلالم وسط ترحيب من المشرفات والعاملات واخبارناهن اننا نحمل الهدايا لاصدقاءنا الصغار...كانت هناك غرفة تأتى مقابلة لك عند صعودك للسلالم كانوا يجتمعون بها دائما ويلعبون ويصرخون ويدرسون فيها ..وصلتها وقفت عندها مددت يدى دفعت بابها وجدت اغلب الوجوه موجودة الا (عيســـــــي)سئلت المشرفة وانا بين ارتجاف سماعى لما اخشاه...وبين طمئنتى لانه فى زيارة او علاج....لكن سمعت مالا اتمناه...قالت توفى منذ اسبوع ..للحقيقة لااعلم حينها ماشعرت به لانى لم اشعر باى شي الا برودة سرت فى اوصالى..وغصة سدت حلقى..ورجفة انزلتى برغم حالتى حتى لامست الارض.. ..بكيت عليه بكاءً لن تبكيه امه التى رمته وذهبت .. قلت وقتها لما ياربي جعلتنى اتعلق به ؟واستغفرته بعدها ..حمدت الله انى اشعرته فى لقاءتنا بحب فقده ..ولمسة لم يعرفها..وسؤال كان دائما يحمر خديه الباهتان ...مضي على موت (عيسي) 9 سنوات وحتى الان كل ما مرت ذكراه ترقرقت عيناى لكونى متاكدة ان امه وابيه رمياه وعانى ماعانى لوحده دون مواساة..وربما دون ان يعلمان حتى الان انه توفى ((احببتك وساأحبك دائما يا عيســــــي)....تم

دائما ما اجد فى كلماتك تلك الجاذبية فى المفردات والمعنى والهدف ... قلم نابض بالحياة... بكل إخاء اقول :- سلمت لنا سيدتى

شكرا لكما على المرور الطيب ...ليبية ..اسعد دائما بقراءة تعليقاتك واحزن لانى دائما مااصيبك بالحزن مما اكتب.....سيدى جابر ... عندما كتبت هذه القصة لم ادرك انها فى قسم التراث والمأثور الشعبي فشكرا لتصحيحك لمكانها..وارجو ان اكون شرفت منتداك بها... تم

مواقع كبيرة تتشرف بمرورك بها ... فما بال منتدى لازال يحبو؟

قصه مؤثر جدا ولاكن هذه القصه ماره على وشكرا الفطيسى

السلام عليك أخ (أحمد) اشكرك لانك أجهدت نفسك بقرأة قصتى حتى تكتشف فى نهايتها انها مرت عليك ولااعرف اين مرت ...ربما فى احلامك مع اننى اشك فى انني اتشارك مع اى احد بأحلامى ..ولعلمك لااحب النقل او اللصق او النسخ ..مما يجعلك تفهم انها لم ولن ولايمكن ان تمر عليك فى اى مكان بغير أسمى طبعا ..نسيت ان ارحب بك ..فيبدو ان لازلت جديدا بيننا حتى لم تعرف من انا!!!!

رحم الله عيسى ... ربما يوجد مثله الكثير يعانو من شيئ لم يختاروه فلهم الله ...قصة ابدعتي فيها كعادتك أختي (( أم البنات)) فهل هي حقيقية ..

شكرا مرة اخرى سيد زياد ...ونعم هى حقيقة حدثت معى فى دار رعاية الايتام حينما كنت اجمع مادة لبحث تخرجى ..ولاتعلم كم آلمنى بشدة حال تلك الفئة من الاطفال الذين يعانون مالاذنب لهم فيه سوء انهم كانوا نتاج رغبة ونزوة لم يقدروا ذويهم عواقبها حين ارتكابها...