ما حد يعاند زمانه
كان عطية بو الحدب العبيدي رجلا ميسور الحال,فارسا محبا للخيل , ثم ماتت زوجته ,و أبتلي بالفقر حتي باع حصانه ومكث في بيته .. فكان يقة\وم بطحن الحبوب ليهيئ الطعام لأولاده , وهو يقول متحسرا علي أيامه الخوالي :
بعد شدة صروع لحصان **وتدخين دقرتي بين ذانه
ابقيت ع الرحى نا الطحان**ما حد يعاند زمانه
· ونا كنت طاراح للميل
يروي ان شخص يدعى حمد القرقعي كان يرعي وأخوه ابلا لشخص يدعى بوحلفاية البهيجي ,وحين تقدما بهما العمر , وذوي الشباب النضير ,ووهن عظمهما , ولم يعودا قادرين علي الرعي والساقية بدآ يعملان اعمالا أخرى ,ثم بنوا لهما خيمة صغيرة في أطراف النجع , وذات يوم طلب حمد من أهل النجع رحى , وشرع يتغنى متحسرا علي ما مضي من العمر والصحة والشباب قائلا:
قطع الواي هز الغرابيل ** وطحن الرحى في القوايل
ونا كنت طاراح للميل**في كل عافي وسايل
عطي بالقفا عن دياره
كانت أحدي العجائز شاعرة مجيدة غير أنها تخفي شعرها عن الناس , لكن حين تخلو بنفسها تنشد بعض الأبيات التي تتذكر عبرها بعض مشاهد الماضي القريب حين كان النجع ملجأ للضيفان , وبه رجال كرام ...مصورة بحسرة وألم شديدين مشهد الرحيل الحزين ,فقالت:
رحل أمس من زرقة الشمس ** نزل قبل يسخن نهاره
يجحف كيف النواوير **عطي بالقفا عن دياره
نزل سيح ما فيه برغوث**نظيف كيف باط الحبارى
وجرة مكانات لرباق** من مقدمه ليا ستاره
تحنحن وعرى طبقها** للضيف ما هي خسارةوعلق عليها بلا كيل **وذبح خيار البدارى