من منا سيدنا يوسف ؟... ومن منا سيدنا محمد ؟ .... من منا عمر ؟... او الصديق ابا بكر ؟ ... بل من منا معصوم عن الخطأ ؟ .. رئيس .. ملك ... امير .. وزير ... مسئول ... خفير ... فقير ... غنى ... لا احد ..... إطلاقا .... فكلنا بشر ... وكلنا نخطئ ... وطبعاً ليس كارثة وانما الاستمرار بالخطأ هو الكارثة . ان اعادة حساباتنا واعادة ترتيب اوراقنا وخطواتنا , امر بغاية الاهمية , ولكن .... من منا يستطيع ؟
فكلنا نعتقد اننا دائماً على صواب , والاخر الذى يمثل النقيض لنا هو مخطئ , وبطبيعة الحال ليس ذلك قاعدة ولكنها الاغلبية .
اعادة ترتيب الاوراق والحسابات امر بغاية الاهمية ... لكوننا سنعرف اى اتجاه نسلك و اى طريق اصلح ننتهج ... وهذا ما سيمنحنا فرصة كبيرة لتصحيح مسارنا ان أخطأنا . او تاكيداً على كوننا نسير بالطريق الصحيح ان وفقنا ....
وبرغم اننا احيانا نجد اننا انحرفنا عن الطريق القويم انحرافا ضئيلاً , فلا نستطيع اكتشاف ذلك الا باعادة حساباتنا او احد اصدقاؤنا ينبهنا لذلك وفى الغالب نتجاهل تنبيهه ونبرر ذلك ربما بالحسد او الغيرة , فى الوقت الذى كان يجب ان نستمع له بجدية .
تماما مثل سائق سيارة الاجرة يسير بسرعة 160 كم بالساعة وسط استهجان الركاب , طبعاً هو يعتقد انه على صواب ولديه مبرراته ربما اولها انه مقتنع بكونه سائق ماهر محترف لذا فلن يعير اهتماما بصرخات الركاب [ الجهلة] .
لذلك فهو سيستمر بعناده ورعونته . [ عنز ولو طارت ]
وتماما مثل امين او مسئول يصدر قرارا او تعليمات بتقليص عددا من الموظفين , ولكونه يعتقد انه على صواب وانه لا يخطىء فلن يعير اهتماما لأحد بل وسيعتبر صرخاتهم واحتجاجهم نوع من الغيرة او الحسد من ذكاؤه الخارق . [ عنز ولو طارت ]
ايها السادة .... ليس عيباً ان أخطأنا ... كذلك ليس عيباً ان استمعنا لغيرنا بجدية .... فبداية من الامين او الوزير ومروراً بمدراء المؤسسات وامثالهم نهاية بمدراء المدارس والمعاهد , هم اكثر الناس حاجة لاعادة ترتيب اوراقهم وقراراتهم لكونهم يحملون مسئولية غيرهم وايضا لان قراراتهم تتداخل مع مصلحة الوطن والمواطن وقد يكون تاثيرها سلبى وهو لا يعلم.
كثير من المسئولين اتخذوا قرارات وتعليمات دون دراسة او تقدير لعواقب قراراتهم مثل قرارات القوى العاملة ... وربما قرارات تمليك بعض الشركات والمصانع .... وبرغم وجود احتجاجات واعتراضات من ذوى الخبرة بعدم جدوى تلك القرارات الا اننا نجد متخذو القرار يتمسكون بخطئهم طبقاً لقاعدة [ عنز ولو طارت ]