قال احد المستشارين موجهاً حديثه لكليهما :-
مابالكما ؟ ولما انتم هنا ؟
قالت الزهراء :- نحن بنات الأحقاف ..
وطس .. و حم .. وقاف .. حياؤنا لحاف .. و رزقنا ألطاف .. وقربنا إيلاف .. وحكمنا
إنصاف .. وحربنا إنهاء و إضعاف .... وأنشدت
تقول :-
أَشْهدتَ كُلَّ
الخــــلقِ و الأحـــياءِ ..... وسللـتَ سيفا صـــارِما للقـــائي
زأرتَ باسْمِكَ كي تُرَهِّبَ هِمّتي ..... و شددتَ
رمحكَ طاعنا عليائي
هوِّن عليكَ الأمرَ يابنَ مُحَــارِبٍ ..... فاليَومُ يومــي , و
اللـــواءُ لوائي
إنْ شِئتَ وُدّا , فالــــودادُ سجيتي ..... ونَقِيُّ ســــِرِّي من
عفيفِ رِدائي
إن شئتَ حربا , فالفصيحُ مطيتي ..... و الشِّعرُ نـــاري ساعةَ
الهيجاءِ
أخشى عليكَ الأسرَ يابنَ مُحاربٍ ..... فتصيرُ عــبدا في قصورِ بهائي
فقال القاضى :- وما دعاك لهذا ؟.... وماذا قال ابن
امحارب لتردى عليه بتلك الابيات؟
فقالت الزهراء :- قال فى ابيات له :- فلتشهدوا يا....
فقاطعها ابن امحارب قائلاً
:-
فلتشهدوا
يا معشـــرَ الأدباءِ
أشهرتُ سيفَ الشعرِ للزهراءِ
سُمِّيتُ بابنِ محاربٍ فتراجعي
وتمهلي... أخشى عليك لقائي
وانشد قائلا للمستشارين عريش وشهريار :-
أرأيتَ يـا عـريشُ يـوما أنَه ** جُزِمتْ صُدورُ الشعرِ دون عناءِ؟!
يا شهـريار لما القصيدةُ حُرِّفَتْ ** حتى بدَتْ كالـزهرةِ
الذبـلاءِ؟
يا قومُ ماجَ السيلُ قد بلغ الزبا ** فأتى ليجــرِفَ قلعةَ الفصحـاءِ
فقاطعته الزهراء قائلة :-
"حشّمتَ"بَعضَ القومِ تَخْطُبُ ودهُــــــم
بِقِلالِ وهْمِكَ , فاشتَرَوْا بِحَيَاءِ
أعَرِيشُ لا تَجْزعْ فَعِندي
جَنَّةٌ عُرِفَتْ بِأرضِ الجنَّـةِ
الخَضـــراءِ
فابتسمت الزهراء مواصلة
حديثها لحاتم وهى تشير للشهريار :-
لاَ تَسْأَلِ الملِكَ السَّعيدَ مَعُونَـةً **
فَهُمُومُـهُ في السَّرْدِ و الإصْغَاءِ
للشَّهْرَزادِ و أَلفُ ليلٍ مُبْهِمٍ
** يَسْلُو عـنِ الغَمَراتِ و الإغْفَاءِ
فارجِعْ لِعَقْلِكَ يا فَتى فَغَلائِلٌ **
للشَّكِّ تَبْـدو في ردى الظَّلماءِ
هنا ... انبرى الشهريار
مقاطعا سرد الزهراء قائلاً :-
كيف تصفين الشهريار بان جل
همومه فى السرد والاصغاء ؟... حجتك ضعيفة كأبياتك تلك .
اوضحى .....
فقالت الزهراء :-
أيها الملك السعيد .. و
لأني لست شهرزادك.. ولست أخاف من سيافك .. فإني أعلم معاليك .. أنه خانك الرأي السديد .. و ضع من تشاء من أهل
اللغة بيني و بينك حكما ..
أن هذين البيتين محبوكان
نظما ووزنا
لاَ تَسْأَلِ الملِكَ السَّعيدَ مَعُونَـةً ** فَهُمُومُهُ في السَّرْدِ و
الإصْغَاءِ
للشَّهْرَزادِ و أَلفُ ليلٍ مُبْهِمٍ ** يَسْلُو عنِ الغَمَراتِ
و الإغْفَاءِ
فقال الشهريار :- صحيح انك لست شهرزادى
... ولا اتمناه ... فكيف للسان شهرزاد مقارعه مولاه ؟............ يتبع