[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في أيامِ الزمنِ الماضي ..
كان هنالك أسدٌ قاضي ..
ملكٌ..والكُلُّ به راضي ..
يعدل في الحُكمِ إذا حَكَمَ..
قانوناً في الدولة سَنَّ ..
أعطاها فرحا و سرورا.. ونعيما..
و فَرَشَها وردا و زهورا..
و رعيّتُهُ فاضت حُبا ..
سُنُّور يهوى سُنُّورة..
و غزالٌ ولعٌ بغزالة..
أرنبةٌ يبغيها أرنبُ..
عصفورٌ يعشقُ عصفورة..
و الكُلُّ بذلك يتغنّى..
كان هنالك ذئبٌ غادرْ..
نذلٌ جدا.. وقحٌ.. فاجِرْ..
يتمنّى أن يبقى ملكاً..
أن يحكم أركان الدولةْ..
يتبخترَ فيها و يجولْ..
و يعربدَ عبثا و يصولْ..
يحلمُ بالحكمِ و يتمنّى..
كان الحلمُ جميلاً لكنْ..
حلمُ الذئبِ في حاضرنا
مثلُ المشركِ يرجو الجنَة..
يا للحسرةِ.. حلمُ الذئبِ في حاضرنا
كعروسٍ من غير يدين ..
ساقيها صفرُ الرجلين ..
في زفتها ترجو الحنّة..
فكَّر ذاك الذئب و فكَّرْ..
كيف أدمِّرْ..
هذا الملكَ و أسلُبُ عَرْشَهْ..
كيف أسيطرْ ..
أخذ الغادرُ يرسمُ خططا..
يتفننُّ في ذلك فنّا..
لكنْ هيهاتَ و هيهاتْ..
فخُطَطُه أبدا لم تُثمِرْ..
ِاعترفَ الذئبُ بخيبتهِ..
قال لا ..لا لا لن أقدِرْ.. فالأسدُ قويٌّ و مؤزرَّ..
بجنودٍ يقتلعوا اليابسَ والأَخضرْ..
أخذَ الذئبُ يُفكِّرُ أكثرْ .. أكْثرَ أكْثرْ..
بعْدَ جهيدِ الجهدِ تذكَّرْ.. ذاك الغادرْ..
أنَّ لديه صديقا ماكِرْ.. كان صديقُ الذئبِ الثعلبْ..
ذهبَ الذئبُ إلى ثعلبِهِ .. قال صديقي ..
خلِّصْني من زفرةِ ضيقي.. أطْفِأْها ناري وحريقي ..
فالحزنُ زفيري وشهيقي ..وبكائي قد بات لصيقي ..
أنقذني فالأمرُ حقيقي .. أنت حبيبي .. أنت صديقي ..
قُرَّةُ عيني .. أنت رفيقي ..بعد نحيبِ الذئبِ الغير صادق ..
قال الثعلب : لا تكذبْ .. لا لا لا تكذبْ .. قال الثعلب ..
فكلانا يعرفُ صاحبَهَ .. وكلانا يُبغضُ آخرَهَ ..
وكلانا يكرهًُ لا يُحبِبْ ..
وكلانا في الغدرِ مثالٌ في كُلِّ المعمورةِ يُضربْ..
هيَّا لا تندُبْ .. عندي لا تنحُبْ..
يا ذئبُ وعجِّلْ بالمطلبْ ..
سرَدَ الذئبُ على صاحبِهِ كُلَّ القصَّة..
نصَّاً نصَّا.. وصفَ الذئبُ جمالَ القلعة..
وصفَ نعيماً لا كالنِّعَمِ ..
وصفَ جمالا.. و صفَ بهاءا..
وصفَ أمورا لا تأتي حتّى في الحُلُمِ ..
قال الحليةُ من مرجانٍ رُصَّتْ رَصَّا ..
واللؤلؤُ في كُلِّ مكانٍ ..
وفُصوصٌ من ماسٍ نُثِرَتْ .. فَصَّاً فصَّا..
ووعودٌ منِّي يا ثعلب إنْ أهلكتَ الأسَدَ الحاكِم
ستكونُ لك أكبرُ حصَّة ..
سال لعابُ الثعلبِ منها .. أعني القصَّة..
قال الثعلب: إنَّ هنالك أرضٌ تُدْعى ــ( وردُ الجَنَّة )ــ
وهي الحصَّة
أعطى الذئبَ الغادِرَ موعِد.. قال ستلقى أمرا يُسْعِد..
هذا وعدٌ منِّي فافرح .. طِبْ نفسا فالوعْدُ مؤكَّد..
رجعَ الذئبُ بنفس الموعد..
دخل الغادرُ كهف الماكر..
وجد الثعلبَ متَّكِئا ينتظرُ الموعد ..
قال الثعلب: هلْ تتمنَّى أن تتغلب ؟
قال الذئبُ نعم يا ثعلب ..
قال إذا فاجلسْ و تعلّمْ ..
منّي الخطةَ لا تتكلَّمْ ..
لا حاجةَ في قتْلِ الحاكم ..
ستثورُ القلعةُ إنْ قُتِلَ ..
وسنُثكَلُ فورا إنْ ثُكِلَ ..
بلْ حاوِلْ أنْ تكْسِبَ ثقته ..
كنْ مُتلازِمْ ..
وتقرَّبْ منه و قلْ إنِّي لك أفْضلُ خادِم..
وبروحي كي تبقى ملكا سأُساهِم..
وتَمَسْكنْ و تمَسَّحْ عنده مثلَ القطَّة..
واجْعلْ كلَّ الحرَسِ يرونَكَ
تلك أهمُّ و أقْوى نقطة..
فإذا نِلْتَ الثقة و أعْطى
كُلََّ الحبِّ إليك الحاكِم
أشْرِبْهُ مِنْ هذي الخَلْطة!
سيغيبُ عنِ الوعْي و يرقُدُ سنواتٍ ..
وارْبِطْهُ بحبْلٍِِ و لْتُحْكِمْ بالحبل الربطة..
ثُمَّ اخْلعْ أنيابَ عدوِّكَ
وانْزَعْ بالمِثْلِ مخالِبَهُ
ثُمَّ اخْرُجْ للقومِ بدمْعكَ
قلْ جاءتْ حاكمنا جلْطة ..
ولأنِّي أكْثرُكُمْ قُربا من سيِّدِنا
يا سادة سأُديرُ الَّدفَّة ..
هيّا نفِّذْ تلك الخطة .. كي تبقى ملكا ذا سُلْطة..
وحذاري من أيّةِ غلْطة.. فالغلطة في ذلك ورْطة..
نفَّذَ ذاك الذئبُ الخُطَّةَ وبإتقان ..
ما أذْكاه.. لم يتخَللْهُ النسيان ..
ما أخبثه من خبثٍ فاق بِهِ خبثَ الشيطان ..
وقعَ الأسدُ فريسةَ ذئبٍ
وا أسفي خُدِعَ السُلطان ..
وجَّهَ دعوتَهُ للثعلبِ قال تعال ..
كي أُنْجِزَ لك وعدَ الغالِب ..
أخذَ الثعلبُ وردَ الجنَّة..
ودعى عُقبانا و ثعالب..
وأفاعي تسعى و عقارب..
فسَدَتْ تلك الأرضُ و خَرِبتْ..
وبدتْ فوضى .. ذاك مُخرِّب.. هذا ناهب..
وبدا الكلُّ بحالةِ خوفٍ.. هذا فزعٌ .. آخرُ هارب..
هرب الكلُّ .. هربت غزلانٌ وأرانب ..
بقي قليلٌ .. قالوا هيَّا بنا لنحارب..
قال البعضُ وكيف نحارب ..
من دون أميرٍ يجمعنا ..
دخلوا غرفةَ نومِ الأسَدِ ..
وجدوا رمزَ البلدِ مُقيّد..
سكبوا دمعَ الحُزنِ عليهِ فقام السيِّدْ..
وجدَ القلعةَ قد باتت في أيدي الغاصب..
شجبَ الأسدُ الفعلَ و ندَّدْ.. أضحى غاضبْ..
جاب زئيرُهُ في جنباتِ القصرِ الخاربْ..
صرخَ الأسدُ و صاح و لكنْ ..
من دونِ نُيوبٍ ومخالبْ ..
كان الثعلبُ إسرائيلْ ..
والذئبُ الغادرُ هو أُمَّةَ بوشٍ وبليرْ..
وفلسطينٌ وردَ الجَنَّة ..
والأسدُ الغافلُ أمَّتَنا ..
فمتى يسترجِعُ أنيابهْ ..
كي يُرجِعَ أمجادا قد غابت عنَّا..
و بلادا سلبوها منَّا .. يُحكى أنَّ ..