طرابلس- أ ف ب
وصل الناجي الوحيد من حادث الطائرة الليبية التي تحطمت قرب طرابلس، إلى بلاده السبت 15-5-2010، بينما ارتفع عدد ضحايا الطائرة إلى 104 قتلى، بعد وفاة رجل أمن نتيجة الصدمة عند رؤيته جثث ضحايا الطائرة.
وقال مصدر أمني ليبي، رفض كشف اسمه إن رجل الأمن "كان مريضاً بالسكري. وقد جرى إلى مكان الحادث لكنه لم يحتمل منظر الجثث. وارتفعت نسبة السكري لديه فجأة وتوفي على الفور".
ولم ينجُ من الحادث سوى الطفل الهولندي روبن (9 سنوات)، والذي كان عائداً من رحلة سفاري في جنوب أفريقيا مع شقيقه البالغ من العمر 11 عاماً ووالديه عندما وقع الحادث.
وتمت إعادته إلى بلاده على متن طائرة ليبية مجهزة طبياً، برفقة خاله وعمته والطبيب الصديق بن دلة، الذي تولى علاجه منذ إيداعه المستشفى في طرابلس.
وغطي جسم روبن ببطانية زرقاء ووضعت على رأسه قلنسوة سوداء. كما حجب وجهه بواق لمنع المصورين من التقاط صور له، كما انتشر عدد من عناصر الشرطة عند المستشفى لمنع الصحافيين من الاقتراب منه.
وقال خال الطفل وعمته في بيان تلاه الجمعة في طرابلس الأمين العام لوزارة الخارجية الهولندية اد كروننبرغ "لقد شرحنا لروبن ما حصل وهو بات يعلم أن والديه وشقيقه قد توفوا".
وأضافا "سنعمل جميعا مع العائلة على البحث في مستقبل حياة روبن"، آملين "أن تحترم كافة وسائل الإعلام خصوصيته" وذلك بعد أن تمكن صحافي من صحيفة تلغراف الهولندية من الاتصال بروبن بواسطة هاتف نقال.
وقال الطبيب بن دلة الخميس إن روبن خضع الأربعاء لعملية لعلاج كسور في الساقين كما أنه يعاني من كدمات في الرأس والوجه مؤكداً أنه بدأ يتعافى ويتكلم مع من حوله.
استمرار التحقيق
أما عن التحقيق في الحادث فقد ذكر رئيس لجنة التحقيق ناجي ضو الجمعة أن "الطيار لم يبلغ بأي خلل. لآخر لحظة كانت المكالمة بين برج المراقبة والطيار عادية ولم يبلغ بأي خلل". وأضاف "كل ما أستطيع تأكيده الآن هو أن الطائرة اصطدمت بالأرض" قبل أن تصل إلى المدرج، موضحاً أن المحققين "منفتحون على كل الخيارات".
وتضم لجنة التحقيق خصوصاً خبيرين فرنسيين من مكتب التحقيق والتحليل وخمسة موظفين من شركة الصناعات الجوية آيرباص إلى جانب محققين ليبيين وآخرين من جنوب أفريقيا ومراقبين هولنديين اثنين.
وأكدت شركة الطيران "الأفريقية" أن الطيار يوسف بشير الساعدي كان يتمتع بخبرة جيدة جداً وكان "من بين أفضل طياري الشركة".
وأغلب ضحايا الطائرة الـ103 من الهولنديين وعددهم 70، من بينهم ثلاثة يحملون جنسية مزدوجة. وباقي الضحايا من جنوب أفريقيا وليبيا وبلجيكا والنمسا وألمانيا وبريطانيا وزيمبابوي. وبين الضحايا أيضاً فرنسية تبلغ من العمر 32 عاماً