كشفت مصادر مخابرات مصرية ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تلقى من معمر القذافي "رشاوى" بقيمة ثلاثة اطنان من الذهب مما جعله يتسامح بهروب ضباط ليبيين وعائلة القذافي كما ادى ذلك الى فتح الجزائر حدودها لامداد كتائب القذافي بالاسلحة. فالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي كان قداكد أن باخرة ترفع العلم الليبي وتحمل شحنة من الأسلحة, رست في 19 يوليو الجاري بميناء "جن جن" الواقع على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة الجزائرية, قبل أن تنقل الشحنة نحو ليبيا.
و يدرك الغرب تماما طبيعة العلاقات بين النظامين الجزائري والليبي كما يدرك أيضا توظيف مصالح الاستخبارات الجزائرية لمد الطاغية "القذافي" بالسلاح والذخيرة والمرتزقة والبنزين والعربات وفسر ايضا أن الدعم السري المقدم للنظام الليبي في كون الجزائر لن تقبل بوجود دول ديموقراطية على حدودها وذلك مخافة انتقال العدوى إليها فكان القذافي الأمل المتبقي للنظام الجزائري على الجبهة الشرقية بعد ضياع زين العابدين بنعلي، وحسني مبارك، لكن القذافي وبداية من معاركه الأولى ضد الثوار أظهر على الواقع عكس ما كان يتوعد به في خطبه، فكان واجب النظام الجزائري أن لا يتركه يواجه مصير سقوطه بمفرده، بلا دعم ولا سند.
ولم يكن واردا في ظن أحد أن قوات القذافي ستتلاشى بسهولة، وسيختفي القذافي على عكس ما كان يهدد به، وهو الذي ملأ الدنيا بتوعداته لسحق الثواروبعد افتضاح انتقال عائلته إلى الجزائر، خطب القذافي، بأنهم واهمون، لأنه وعائلته، يوجدون في ليبيا، ويقودون "الحرب المقدسة ضد الأعداء"، لكن المؤكد أنه لم يعد في السلطة، حتى ولو بقي في أي مكان في ليبيا، وحتى لو صاح في الناس مشتعلا كأعواد الثقاب، فإن ما يفعله ليس أكثر من إعلان أخير عن حالة غياب أخير، وهي النهاية التي فزع منها النظام الجزائري.
ومع أن الرئيس الجزائري بوتفليقة لم يتمكن لحد الآن من إقناع الشعب الليبي بالدوافع الإنسانية التي أملت عليه استقبال عائلة القذافي، فإنها لم تتمكن أيضا من إخفاء مجمل دوافعه لدعم ومساندة القذافي في حربه ضد الثوار، والتي فضحها قادة المجلس الانتقالي الليبي في أكثر من مناسبة وموضع، ما دفع المتحدث باسم المجلس في لندن جمعة القماطي إلى القول عبر محطة التلفزيون البريطانية سكاي نيوز، إن الحكومة الجزائرية تصرفت بتهور وعدوانية ضد الشعب الليبي وسار في الاتجاه نفسه محمود الشمام وزير الإعلام في المجلس الانتقالي الليبي، الذي طالب الجزائر بتسليم أفراد عائلة القذافي إلى ليبيا لكن تصرف بوتفليقة باستقبال عائلة القذافي، أتى على آخر ما تبقى من ثقة الثوار الليبيين في الحكام الجزائريين.
وكان طبيعيا أن يتصرف بوتفليقة على النحو الذي تصرف به منذ اندلاع الثورة الليبية، فقد رفض تغيير النظام الليبي وسقوط العقيد، لأن ذلك سيعطي سندا اضافيا لتحركات واحتجاجات الشعب الجزائري، ويبعث في الشعب الجزائري رهانات التغيير، بعد سقوط نظام بنعلي في تونس، وسقوط الرئيس حسني مبارك في مصر، واعتراف العديد من الدول الكبرى بالمجلس الانتقالي الليبي، وكذا اعتراف المغرب به وانخراطه منذ بداية الثورة إلى جانب الثوار علما أن أكبر هواجس النظام الجزائري، هو الإبقاء على الشارع الجزائري في حالة تأزيم، وعدم تمكينه من قياسه وضعه بأوضاع الدول العربية الثائرة، أو التي غيرت الثورة أنظمتها السياسية.