[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تأبط شرا فى غير زمانه ومكانه ، ذرب اللسان ، قصير القامة ، قبيح وقمىء حد الكره ، ينبذ كل من حوله ، يموت فى السباب ، يعيش كانه لوحده ، يرمى الناس بالطوب وبيته بدون زجاج !! بل بيته بدون سقف ..وبدون ستر ، وبدون ابواب ، يتهم الناس بالعهر والقوادة ، وهو شيخ القوادين..!!
فى دنياه زوجة وطفل واحد، لايعرفه جيرانه ولايعرفه غير الذي يريد ان يعرفه !! ديدنه المسالمون والنساء .. ولايشتم نفسه ابدا ، شتام لغيره ، يستأسد عل المحصنات ، ويدعى عليهن فى المجالس ...
يهتز فى مشيته ، يتعثر فى الرمال ، تلفحه رياح الشرور ، مُكتظ بِحقد لايُفكك ، وبجوانح من طين ٍ فج ٍ ، لزجٌ فى الملمس ، رخوى الهيئة !! حُصانى الرأس !! ذليل ، تمتلىء ذاته بإنفساح لا يُرى وفوضى فى اركانه ، كمن لمسه إله حرب ٍ لم يمر على زمن ٍ وقد لايمر!!، سِجله مُعبأ بالاسماء وفى راسه تكتظ القصائد .. كان الوقتُ قيظا والصحراء يدلهم سرابها عندما تحس بوطأة الغرباء على رمالها النقية !! اخذته الرياح الى واحة ٍ اعتاد ان يرتادها ، انزل صرته اللعينه من على ظهره وشرع يفترشها على الرمال فيما بدأ يبحث عن حصى لتمسك باطراف الصرة الاربعه حتى لاتقلبها الريح ، ووضع بضاعته !! حروف من قرون ٍ وعين غزال ٍ قالب ملح وفحم حجرى وقطعة من جلد تيس وصدفات وحُلى مزيفة وفك كلب ميت واسنان حمار وشعر ثعلب تفوح منه روائحه النتنة ..وكل الايقونات الاخرى وزعها بانتظام فوق الصرة المفروشه ، وكل ايقونة ٍ بحرف لاتُخطئه العين ، ينطق بذاته ، ونادى باعلى عقيرته : هنا بيوت الحروف المفككة الملمها واعلقها قصائد على جدران الواحة !! هى امرأة ( قال) كانت تموت فى اسمالى وتجثو عند اصبع قدمى..تزوجها ذلك الذى كان يعرف ما بيننا يقرض القصيد الردىء..كنت ساتغاضى عن الديوث لو انه دفع الدراهم..لكن هنا ايقونته التى ستقول كل ما لا يقال .. اجتمع حوله الناس والتفوا ، فتأبط شرا لديه مع هبوب العواصف مايقول!! اليوم سيحاسب الذى تزوج محبوبته السابقة الذى كان يريد منها ان تحمل صورة وجهه القمىء معها الى سريرها ، وهذا يوم القصائد المُباعة باى ثمن فى مهرجان الواحة !! من ميزاته انه رخيص..رخيص حتى تكره اقتناء بضاعته ومعلقاته اللعينة ...هذه حروف مفككه لملمها بعد ان مر على ( ولادة )!! فكان جرابها خاويا فى هذا اليوم ، وقد كانت تعطف عليه تأبط ببعض الدراهم احيانا..لكنه الغول الذى يلتهم ولايحمد..قال : - هذه ولادة ايها السادة الملم حروفها لأ ُعرى تلابيبها ، فانا عدو المُحصنات اذا تمنعن !! وكاد ان يبدأ ، لولا ان قطع عقيرته ايعازها الحنون :
تعال يا تأبط شرا.. ما الذى الم بك تجاهى ؟ الم نكن على وفاق !!.. ــ كنا على وفاق عندما كانت دراهمك تُشخشخ فى جيبى ، اليوم وقد قلبت لى ظهر المجن فانت ضيف القصيد واقول فيك ما لم يقله مالك فى الدن؟؟ .. عجبا ( قالت ولادة) يا تأبط شرا الاتعرف انى امرأة من الحرائر وقولك هذا كمن يسقط حبة فحم فى كوب لبن شعاعه يُرى من بعيد ؟ .. لااعرف غير دراهمك (قال تأبط شرا) ، خشخشيها ولكل حادثٍ حديث !! .. خلعت سوار فضى من يدها اليمنى ومدته له ..اختطفه بسرعة الملهوف وشرع يعظه باسنانه كالكلب اللاهث :
نعم فضة اصيلة ( قال تأبط شرا)..نعم .. اليوم يحلو الكلام حولك يا ولاده ..فانفضوا ايها الناس..هذه كالحرة تموت ولاتأكل بثدييها !!
لاتذكرنى بخير او بسوء ( قالت ولادة) ابعد عنى شرك المستطير وحقدك الذى لايرحم، وايقوناتك اللعينه.. ــ انتم معشر الاغنياء ( قال تأبط شرا) لاتستكينوا ولاتذعنوا الا بالعين الحمراء .. جبناء تخافون على اسماءكم ولاترحمون صعلوك مثلى لديه عيال جياع .. فى الليلة ذاتها باع السوار وذهب الى حانة الواحة ارتمى بين الغوانى يعب زير النبيذ حتى غشى عليه..وذهب الى عياله الذين باتوا جياع ..
اليوم خمر وغد امر!! (قال تأبط شرا) .. اليوم سهر وسكر وغد سوق ولعنات.. كانت الحانه مُكتظة .. بالطبالين والتنابلة والصيارفة والمُرابين وتجار الكلمات.. بعضهم كان يُصادق تأبط شرا خشية لسانه..يعطونه الدراهم الليلة..يمدحهم وهو فى قمة السكر والانتشاء..وفى الصباح عندما يتكاسل ، يشتم سنسفيلهم من العروق ويعلق قصائده حولهم على جدار الحانه ويذهب !!وعند الليل يعود اليهم ، يسكرونه حتى يرى الفأر حمارا ، فيبدأ فى انشاد الهجاء..يكتبونه فى رقع عديدة ويعلقونه على جدران الواحة !!
فى اليوم التالى يبدأ الشجار بين السبابين والمعلقين من ناحية وبين تابط شرا..فإما ان يدفعوا له واما ان يقلب الهجاء مديحا ً ويعلقه !! يجمعون الدراهم ويمدونها له !! يسكر حتىالثمالة ثم يعود الى بيته وقد كتبوا له معلقات اخرى ، وهكذا يتجمع حوله المرابين يدفعون له ويعلقون كل يوم وفى الليل يصفقون له ، لانهم بمنأى عن ايقوناته ! وحتى اشعار آخر..فتأبط شرا لا إلٌ له ولاذمة ولايعرف الخبز والملح ، خبزه وملحه الخمر والغوانى ، ثم طفله الذى يستدر به العطف من الناس !! لكنه يذعن احيانا لتحريضات الاقرع الذى يدس فى جرابه بعض الدراهم ليدفعه الى بذاءة اللسان فى كل من يكرهه..
ذات يوم من ايام هجير الصحراء كان تأبط شرا قد انتحى جانبا فى الحانه وكان الجو مكفهرا ينذر بشىء ما ..قال فى نفسه : هذا يوم سىء فيما يبدو لى ... فى الاثناء دخل رجل تبدو على هيئته الهيبة والاحترام ..قلب عيناه فى الحانة حتى وقعتا على تابط شرا.. دنا منه وقال له : ــــ انت من يسمونه تأبط شرا ً ؟ .. نعم ( بإستعلاء قال) نعم.. هو انا..هل تريد ان تدفع مقابل السكوت عنك !! ثلاثون درهما فقط .. واذهب راشدا .. لابأس ( قال الرجل) لنخرج من الحانة حتى نتفق فلدى ما اقوله لك .. ساجعلها مُضاعفة ( قال تابط شرا) اذا اصريت على زحزحتى من هنا فى هذا اليوم الذى كنت اظن انه سىء.. سادفع لك ما تريد ( قال الرجل).. حسنا ..( قال تأبط شرا).. انتأى الرجل به جانبا خارج الحانه..ثم اخرج خازوقا طويلا..امسكه بيد وباليد الاخرى امسك تأبط شرا والبسه الخازوق حتى كاد ان يخرج من حنجرته..وتركه وذهب... فى اليوم التالى خرج تابط شرا كسيرا مُتعبا...لكنه بعد شهر واحد عاد للبحث عن المحصنات اللاتى يُعطيهن من طرف اللسان حلاوة..ثم..يُكشر عن انيابه حتى يشعر بالم من وخزات مكان الخازوق..