المـقدمـه :
من الواضح أن علم الإنسان بدأت جذوره من التاريخ الطبيعي ، الذي كان يدرس
طبيعة المجتمعات البشرية في المستعمرات الأوروبية ، فكان الباحثون يفتشون
في جميع نواحي الحياة و الثقافة في هذه المستعمرات بالتوازي مع تغطية و
تصنيف الممالك الحيوانية والنباتية في هذه المستعمرات ، و ربما كانت هذه
النشأة هي ما يجعل الكثيرين يربط بين الأنثربولوجيا و الاستعمار و
الإمبريالية باعتبار الأنثربولوجيا أداة استعمارية للتحكم بشعوب المناطق
المحتلة . يمكن أن نسجل أن نشوء هذا العلم حدث بالترافق مع ميل في عصر
التنوير في القرن الثامن عشر لدراسة المجتمعات البشرية كظاهرة طبيعية
تعتمد على مبادئ بسيطة بمثابة قوانين طبيعية تحكم نحركها و تغيراتها و
يمكن رصد متغيراتها تجريبيا . فمن ضمن الدراسات التي كانت تتم في
المستعمرات الأوروبية كانت تتم أيضا دراسة للمجتمعات البشرية و عاداتها و
قيمها و نظامها الاجتماعي إضافة لدراسة المملكة الحيوانية و النباتية
للمنطقة (الفاونا و الفلورا) ، لكن رغم هذا الارتباط الوثيق في النشأة مع
الاستعمارية و النظرة الشوفينية الأوروبية إلا أن علم الإنسان تتطور لاحقا
بشكل مستقل ليكون علما يحاول قدر الإمكان أن يكون تجريبيا مستقلا شأنه شان
بقية العلوم مما أفرز لاحقا بعض علماء الإنسان الذين يتمتعون بتعاطف كبير
مع الشعوب الفقيرة المستعمرة . علم الإنسان أيضا تطورت مناهجه بالترافق مع
المناهج البحثية لبقية العلوم الإنسانية و يعتبر من أوائل العلوم التي طبق
ضمنها كلود ليفي شتراوس مناهج البنيوية و من ثم ما بعد البنيوية و بالتالي
ارتبط مع المدارس الفكرية الحداثية و ما بعد الخداثية .
الأنثروبولوجيا (Anthropology) هي دراسة كل جوانب ومناحي حياة الإنسان .
على سبيل المثال : كيف يعيش الناس ؟ كيف يفكرون ؟ ماذا ينتجون ؟ وكيف
يتفاعلون مع بيئتهم ؟ كما تحاول الأنثروبولوجيا فهم المدى الواسع للتنوع
الإنساني ، إضافة إلى المشترك بين البشر . ومن الأمثلة على بعض أسئلة
الأنثروبولوجيين الأساسية :
- متى ، أين ، وكيف تطور البشر ؟
- كيف يتكيف البشر مع البيئات المختلفة ؟
- كيف تطورت المجتمعات وتغيرت من الماضي القديم وحتى الحاضر ؟
إن الأجوبة على مثل هذه الأسئلة يمكن أن تشرح لنا ماذا يعني كوننا بشراً ؟
كما يمكن لها أن تساعد في تعليمنا طرقاً لتقريب حاجات الناس عبر العالم ،
وكيفية التخطيط لعيش المستقبل .
فهو علم يهتم بكل أصناف وأعراق البشر في جميع الأوقات، وبكل الأبعاد
الإنسانية. فالميزة الأساسية التي تميز علم الإنسان بين كافة المجالاتِ
الإنسانية الأخرى هو تأكيده على المقارنات الثقافية بين كافة الثقافات.
هذا التميز الذي يعتبر أهم خاصيات لعلم الإنسان، يصبح شيئا فشيئا موضوع
الخلاف والنقاش، عند تطبيق الطرقِ الأنثروبولوجية عموماً في دراسات
المجتمعِ أو المجموعات. من اهم علماء الانثروبولوجي، ايفانس بريتشارد
ورادكلف براون وليفي شتراوس وروث بندكت وماكريت ميد وغيرهم.
- أصول كـلمة الإنثربلوجيا Anthropologie :
كلمة Anthropologie ليست منحدرة من اللغة اليونانية الكلاسيكية. صحيح أن
أرسطو يستعمل الكلمة (أنثروبولوجس) لكن معناه عنده هو ((ثرثار، كثير
الكلام عن الناس))، وعندما نجد الفعل عند فيلون وديدموس وغيرهم من آباء
الكنيسة في القرون الثلاثة الأولى، فإنهم يستعملونه بمعنى ((تشبيه الله
بالإنسان)) واستمر هذا المعنى مستعملاً عند مالبرانش وليبنتس في القرن
السابع عشر وأوائل الثامن عشر، إلى أن نافسه لفظ آخر بديل هو
anthropomorphish فتوارى، بينما انتشر وساد هذا اللفظ الأخير، وإن كنا مع
ذلك نجد اللفظ الأول لا يزال يرد ذكره بمعنى ((التشبيه)) عند اللاهوتيين
في المعاجم، خصوصاً الفرنسية (لتريه، لالاند). ولهذا ينبغي أن ينتبه
القارئ لكتب آباء الكنيسة والاسكلائيين وكثير من اللاهوتيين في العصر
الحديث إلى أن كلمة ((انثروبولوجيا)) تعني: تشبيه الله بالإنسان.
لكن بين القرن السادس عشر والثامن عشر تطور معنى الكلمة إلى معنى: ((علم
النفس الإنسانية)) Pyschologia، كما نجد ذلك خصوصاً عند مَن كتبوا في
الفلسفة من الألمان أمثال M.Hundt و O.Cassman و C. Buthelius وصارت تدل
على عنوان علم فلسفي، لا يقتصر على البحث في النفس الإنسانية وحدها، بل
يمتد إلى مسائل تتناول أحوال الجسم الإنساني، مثل: الجنس (ذكر وأنثى)،
العمر، المزاج، الأخلاق، العرق، الخ. ومن هنا نجد Walch في سنة 1726 يقول
إن ((الانثروبولوجيا هي العلم بالإنسان ... ويتألف من قسمين: فيزيائي
ومعنوي)).
وهنـا تنقسم الأنثروبولوجيا ، حسب التقسيم الأميركي ، إلى قسمين أساسيين :
الأنثروبولوجيا الثقافية ، والأنثروبولوجيا الطبيعية . وتنقسم
الأنثروبولوجيا الثقافية إلى ثلاثة حقول فرعية : الأنثروبولوجيا
الإجتماعية أو الإثنولوجيا ، الأركيولوجيا ، والأنثروبولوجيا اللغوية أو
الألسنيات
في الولايات المتحدة، يقسم علم الإنسان بشكل تقليدي إلى أربعة حقول:
• علم الإنسان الطبيعي physical anthropology ، الذي يدرس الرئيسيات
primatology ، وتطور النوع البشري human evolution، وعلم الوراثة الجماعي
population genetics ؛ هذا الحقلِ يدعى أيضاً أحياناً علم الإنسان الحيوي
biological anthropology .
• علم الإنسان الثقافي cultural anthropology ، (و يدعى علم الإنسان
الاجتماعي social anthropology في المملكة المتحدة والآن في أغلب الأحيان
يعرف بعلم الإنسان الثقافي-الاجتماعي socio-cultural anthropology ).
المجالات التي درست من قبل علماء الإنسانيات الثقافيين تتضمن شبكة
العلاقات الإجتماعية، الانتشار البشري diffusion ، السلوك الاجتماعي،
القرابات الاجتماعية ، القانون، السياسة، العقيدة ideology ، الدين،
الاعتقادات، الأنماط في الإنتاجِ والاستهلاك، التبادل، التربية، الجنس
الاجتماعي gender ، وممارسات الشعوب الأخرى في الثقافةِ، مع التأكيد
القويِ على أهمية العمل الميداني، وبمعنى آخر: المعيشة بين المجموعةِ
الاجتماعية التي تُدْرَسَ لفترة زمنية طويلة.
• علم الإنسان اللغوي linguistic anthropology ، الذي يدرس الاختلاف في
اللغة عبر الوقت والمكانِ، الاستعمالات الإجتماعية للغة، والعلاقة بين
اللغة والثقافة.
• علم الآثار archaeology ، الذي يدرس البقايا المادية للإنسانِ في
المجتمعات. علم الآثار يعتَبر علما بحد ذاته يفصل (لكنه ذو علاقة) كحقل
دراسة مستقل، بالرغم من أنه وثيق الصلة مع الحقلِ الأنثروبولوجي من حيث
دراسة الثقافة المادية material culture ، التي تَتعامل مع الأجسامِ
الطبيعية التي خَلقت أَو استعملت ضمن مجموعة حية راهنة أَو ماضية كمحاولة
لفهم قيمها الثقافية.
ثم جاء كنت فعرّف الانثروبولوجيا بأنها ((مذهب في معرفة الإنسان مؤلف بشكل
تنظيمي والانثروبولوجيا يمكن النظر إليها من الناحية الفسيولوجية، ومن
الناحية العملية Pragmatisch. فمعرفة الانسان من الناحية الفسيولوجية
تتناول البحث فيما صنعته الطبيعة بالإنسان، ومن الناحية العملية
(البرجماتية) تتناول البحث فيما صنعه الإنسان بنفسه في نفسه بوصفه كائناً
حراً أو ما يقدر أن يفعل أو ما ينبغي أن يفعله في نفسه)). وقد عنون كتابه
باسم: ((الانثروبولوجيا من الناحية البرجماتية)). وفصوله تتناول: شعور
الانسان بنفسه (الوعي) ـ الحواس في مقابل العقل ـ في قوة التخيل ـ في
الذاكرة والتذكر ـ في ملكة المعرفة بوصفها تستند إلى العقل ـ في أمراض
النفس وأنواع ضعفها ـ في المزاح (بالحاء المهملة). وفي القسم الثاني من
الكتاب يتناول: الشعور باللذة والألم ـ الشعور بالجمال ـ التذوق الفني.
وفي القسم الثالث يتناول العواطف والآلام ـ وفي النصف الثاني من الكتاب
يبحث في الخصائص الانثروبولوجية فيتناول: خلق الشخص ـ الفطرة ـ المزاج ـ
الخلق بوصفه لوناً من التفكير ـ الفراسة ـ أخلاق الجنس Geschlecht ـ أخلاق
الشعب ـ أخلاق الأجناس العنصرية.
ومن استعراض هذه الموضوعات يتبين أن الأنثروبولوجيا عند كنت علم يتناول
مزيجاً من علم النفس وعلم الطباع Carachterologie وعلم الأجناس والشعوب.
وجاء هيجل فهاجم هذه النظرة إلى الأنثروبولوجيا، لأنه رأى أن موضوعها هو
ما سماه ((الروح الذاتية)) der subjective Geist وأدرجها في داخل فلسفة
التاريخ.
وفي مواجهة هذا يقرر دلتاي أن الأنثروبولوجيا ينبغي عليها أن تتخلص من
فلسفة التاريخ، وألا تعود إلى النظر في الطبيعة الإنسانية، لأن هذه هي
باستمرار، وعلى الأنثروبولوجيا أن تبحث عن ((الأنماط)) في الطبيعة
الإنسانية بوجه عام.
ومن هنا نرى في القرن العشرين صراعاً بين فلسفية التاريخ وبين
الأنثروبولوجيا الفلسفية، فالآخذون بالأولى ينكرون الثانية. نجد ذلك عند
هيدجر في كتابه عن ((كنت والميتافيزيقا)): إذ يهاجم فكرة الأنثروبولوجيا
الفلسفية. ويقول في موضع "خر: ((إن الفلسفة، حين تصير أنثروبولوجيا
تنهار)). كذلك ـ وفي الطرف المضاد من ذلك ـ يهاجمها لوكاش Lukacs
الماركسي، فيتحدث عن ((الخطر العظيم الذي تؤدي إليه كل وجهة نظر
أنثروبولوجية)) ويقر أن ((تحويل الفلسفة إلى أنثروبولوجيا قد حجر الإنسان
إلى موضوع، وبهذا ألقى بالديالكتيك والتاريخ جانباً)).
لقد رأى هيدجر أن الانثروبولوجيا كما عرفها كنت تشمل النظر في أحوال
الإنسان البدنية والبيولوجية والنفسية، وهي بذلك: علم نفس، وتحليل نفسي،
وعلم أجناس، وعلم نفس تربوي، ومورفولوجيا الحضارات وعلم أنماط النظرات في
العالم ـ في وقت واحد معاً ـ . وهذا أمر غير مقبول سواء من حيث المضمون،
ومن حيث وضع المسائل، والتأسيس، والغرض من العرض وشكل التعبير. ولن يؤدي
مثل هذا النظر الشامل إلا إلى التشويش والفوضى ... والانثروبولوجيا لم تعد
منذ زمان طويل مجرد عنوان على علم، بل تدل على موقف أساسي للإنسان تجاه
ذاته وتجاه الموجود كله. إن الانثروبولوجيا لا تبحث في الانسان فقط، بل
تسعى اليوم إلى تحديد ما هي الحقيقة بوجه عام. إنه لم يوجد عصر عرف عن
الإنسان مثلما عرف عصرنا. لكن لا يوجد عصر لم يعرف ما الإنسان مثل عصرنا
الحاضر. ولم يصبح الإنسان موضوع التساؤل بالقدر الذي صار به في عصرنا
الحالي.
لكن ألا يمكن بذل الجهود لتكوين انثروبولوجيا فلسفية حقه؟ إن ماكس شيلر ـ
هكذا يقول هيدجر ـ قد تكلم عن هذه الانثروبولوجيا الفلسفية قال: ((يمكن أن
يقال أن كل المشاكل المركزية في الفلسفة يمكن أن ترد إلى مسألة: مَن
الإنسان؟ وما مكانته الميتافيزيقية داخل حدود كل الوجود، والعالم،
والله)). لكن شيلر أدرك بثاقب نظره أنه لا يمكن إدراج الإنسان تحت تعريف
مشترك ((ذلك أن الإنسان هو من السعة والتنوع والتعدد بحيث يعجز أي تعريف
عن الوفاء بتحديده، إن له غايات متعددة جداً)).
وينتهي هيدجر إلى القول بأن من الممكن مع ذلك، وضع انثروبولوجيا فلسفية من
حيث إن منهجها فلسفي، ويكون موضوعها هو وضع نظرة في ماهية الإنسان، وتهدف
إلى تمييز وجود الإنسان من وجود النبات والحيوان وسائر مناطق الوجد. وعلى
هذا النحو تصبح الانثروبولوجيا الفلسفية انطولوجيا إقليمية تتعلق
بالإنسان، إلى جانب سائر الانطولوجيات التي تتناول ميدان الموجود. ـ كذلك
يمكن الانثروبولوجيا أن تكون فلسفية إذا جعلت موضوعها ((تحديد مكانة
الإنسان في الكون)).
* بعض المصطلحات التي تستعمل في علم الإنثربلوجيا :
1. الانثروبولوجيا الثقافية: (Cultural Anthropology) تدرس الثقافة
الإنسانية . كعلماء الآثار ، يدرس الأنثروبولوجيون الثقافيون الحرف ،
الفنون ، المنازل ، الأدوات ، مونتاجات الثقافة المختلفة . كما يخصصون
جهوداً وأبحاثاً كثيرة لدراسة نتاجات الثقافة غير المادية ، بما تتضمنه من
رموز ، قيم ، معتقدات دينية ، وموسيقى .
2. الانثروبولوجيا الطبيعية : (Physical Anthropology ) الفيزيقية ، أو
البيولوجية ، هي فرع الانثروبولوجيا الذي يهتم ويركّز على العلاقة بين
البيولوجيات (Biology) والثقافة . وهي تدرس التطور الإنساني (Human
Evolution) كالأركيولوجيا (Archaeology) ، لكنها تهتم تحديداً
بالفسيولوجية (Physiology) والتشريح (Anatomy) أكثر من اهتمامها بالثقافة
.
3. الأركيولوجيا : (Archaeology) [أو علم الآثار] هي فرع الأنثروبولوجيا
الذي يركز على المجتمعات والثقافات البشرية الماضية وليس الحاضرة . وتدرس
(تحديداً) المصنوعات الحرفية كـ"الأدوات ، الأبنية ، الأوعية ..." أو ما
بقي منها ، والتي استمرت بالتواجد للوقت الحاضر ، وأيضاً الأحافير
الإنسانية . وتنظر إلى البيئات الماضية ، لكي يُفهَم مدى تأثير القوى
الطبيعية كـ"المناخ والطعام المتواجد" [على سبيل المثال] على تشكيل
الثقافة الإنسانية . يدرس بعض الأركيولوجيون الثقافات التي تواجدت قبل
تطور الكتابة ، أي في فترة "ما قبل التاريخ" (prehistory) . إن الدراسة
الأركيولوجية لحقبات تطور البشرية منذ التواجد البشري وحتى فترة تصل إلى
عشرة آلاف عام قبل الميلاد [أي حتى بدء الثورة الزراعية] تدعى
"باليوأنثروبولوجي" (Paleoanthropology) [علم الإنسان القديم] . أما
دراسات حقبات زمنية أحدث ، من خلال البقايا المادية والوثائق المكتوبة ،
تدعى الأركيولوجيا التاريخية .
4. الأنثروبولوجيا اللغوية (Linguistic Anthropology) أو الأنثروبولوجيا
الألسنية ، تركز على كيفية استخدام الناس للّغة ضمن ثقافة معينة . لا بد
للأنثروبولوجيين الذين يرغبون بدراسة هذا الجانب ، من تدريب إضافي وأساسي
في علم اللغة (أو الألسنيات) (Linguistics) . تتركز جهود الأنثروبولوجيون
عادة على دراسة الشعوب التي لا تمتلك لغة مكتوبة ، أو أن الناطقين بها
أقلية . ويعمدون إلى تطوير طرق لكتابتها ، وبذلك يمكن أن يتم تعلمها
مجدداً وحفظها من الاندثار .
5. الثقافة : (Culture) تتألف من كل الأفكار ، الأشياء ، وكيفية القيام
بالأعمال التي أبدعتها الجماعة . تتضمن الثقافـة : الفنون ، المعتقدات ،
العادات ، الاختراعات ، اللغة ، التقنيات ، والتقاليد ، وغيرها ... إن
مصطلح الحضارة وإن كان شبيهاً ، إلا أنه يشير إلى أساليب حياة متقدمة
وأكثر علمية .
تنشأ الثقافة من اكتساب وتعلم طرق الأداء ، الشعور ، والتفكير ، ولا ترتبط بالطرق البيولوجية الفطرية الحتمية .
على الثقافة أن تتواجد في مكانين في الزمن نفسه :
1-عليها أن تتواجد في المحيط/البيئة على شاكلة أدوات/تقنيات وسلوك .
2- كما عليها أن تتواجد في عقل الفرد كمجموعة من الأفكار لفهم وتقييم الأدوات والسلوك .
إن الثقافات تختلف فيما بينها بطرق تأمين الحاجات المتشابهة ، مثلاً تختلف
مؤسسة الزواج بشكل كبير بين الثقافات ، وإن كانت الحاجة واحدة [إنجاب
الأطفال مثلاً] .
6. الحضارة : (Civilization) هي أسلوب حياة ينشأ بعد أن يسكن الناس المدن
أو في مجتمعات منظّمة كالدول . اشتقت الكلمة من الكلمة اللاتينية (Civis)
والتي تعني المواطن في الدولة/المدينة .
تتألف الحضارة من الفن ، العادات ، التكنولوجيا ، شكل الحكومة (والنظام) ، وكل شيء آخر الذي يؤسس أسلوب الحياة في المجتمع .
من هذا المنظار تتشابه الحضارة مع الثقافة ، إلا أن الثقافة تشير إلى أي
أسلوب حياة ، وتتضمن أسلوبي الحياة البسيط والمركب . بينما تشير الحضارة
إلى أسلوب الحياة الذي يتميز بأنظمته الاجتماعية ، الحكومية ، والاقتصادية
المعقدة/المركبة .
لذا ، يمكن القول أن كل إنسان يعيش ضمن "ثقافة" ، لكن ليس بالضرورة ضمن
"حضارة" . إن نشوء وارتقاء الزراعة كان له الأثر الكبير في تطور الحضارة .
7. التثاقف: (Acculturation) هي العملية التي تتغير بها السمات الثقافية
لجماعة ما عند الاتصال بجماعة أخرى . ويستخدم هذا المفهوم أيضاً ، لوصف
العملية التي يتعلم بها الأفراد ثقافة أخرى .
قد يشكل التثاقف إشكالية ، عندما يحتار الأفراد بين ثقافتهم الأصلية
والثقافة الجديدة . في العديد من الثقافات ، على سبيل المثال ، تعيش
الفتاة في منـزل والديها إلى أن تتزوج ، لكن في دول أخرى [وثقافات أخرى]
تترك الفتاة منـزل والديها قبل الزواج بفترة ، هذه الحالة سيتسبب مشكلة
لفتاة من عائلة مهاجرة ، إذ سينازعها أمرين ، أن تبقى في البيت أو أن
تغادره !
تحدث هذه الإشكالية أيضاً ، عندما تؤوّل - ويساء تفسير- أفعال معتمدة على
نماذج ثقافية من وجهة نظر ثقافة أخرى . معظم الغربيين ، مثلاً ، يبتعدون
عن بعضهم أثناء الكلام ، بينما العرب مثلاً ، يشعرون بالراحة في الوقوف
بالقرب من بعضهم . كنتيجة لسوء الفهم هذا ، السلوك الذي يعتبره الغربيون
مهذباً ، يفسره العرب كتحفظ ، والسلوك الذي يعتبره العرب ودوداً ، يبدو
عدوانياً بنظر الغربيين .
8. التعددية : (Pluralism) وهي اختلاف جماعة (أقلية) في بعض طرقها عن
الجماعة الرئيسية في المجتمع (في اللغة ، المظهر ، الممارسات الثقافية
...) .
المـراجـع :
1- علم النفس والاجتماع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 2- منتدى الإنثروبلوجيا :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]3- علم الإنسان :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]4- الموسوعة الحرة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]5- تاريخ الانسان حتى ظهور المدنيات :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]6- anthropology
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]7- التقليد الإنثربولوجي وعلم اللغة :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]8- سكيلوجية السياسة :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]