الجدوى الاقتصادية
في ظل التطور المستمر الذي نعيشه ، وفيه يتسم العمل بالتخصص وتقسيم
الأعمال وقد تراكمت المعرفة عبر القرون بحيث يتعذر على فرد واحد الإلمام
بأحد فروعها الإلمام التام، وبصورة عامة أصبحت المشكلات العملية معقدة
بدرجة تحتاج معالجتها إلى فريق عمل متكامل و يتضح ذلك بصورة خاصة في مجال
البحوث و دراسات الجدوى والتقييم. حيث يتوقف نجاح المشروعات الاستثمارية
على الدراسة الدقيقة والموضوعية الشاملة لهذه المشروعات حتى يمكن استخدام
الموارد المتاحة أفضل استخدام ممكن و يتحقق ذلك من خلال دراسات جدوى
المشروع الاستثماري من النواحي التسويقية، الفنية، الهندسية، المالية،
الاقتصادية، الربحية والاجتماعية وذلك لتقرير مدى نجاح المشروع في تحقيق
الأهداف المطلوبة منه سواء كانت عوائد اقتصادية أو اجتماعية أو المجال
وذلك لتقييم ومن هنا نبع دورنا ومسئوليتنا تجاه عملائنا في تقديم خدمات في
هذا المجال وذلك لتقييم مشروعات الاستثمار والتوصل إلى ماهو أنسب إلى
المستثمر من خلال خبراء ومتخصصون في هذا المجال، ويقدم المكتب الخدمات
التالية :
• التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر عن طريق إجراء البحوث والدراسات الاقتصادية
وخريطة الاستثمار المقدمة من الدولة والتقييم والتحليل .
• إعداد دراسات الجدوى الاقتصادية للمشروعات المختارة والقائمة والجديدة فى مختلف المجالات .
• تقديم الخدمات الاستشارية والاقتصادية اللازمة لإقامة ومتابعة وتقييم المشروعات الاستثمارية
سواء كانت مشروعات جديدة أو قائمة .
• دراسة إعادة الهيكلة التمويلية للشركات وإعادة تقييم عناصر وخصوم الشركة موضوع الدراسة
بغرض احتساب القيمة الحقيقية لصافى أصول الشركة .
• تحديد القيمة السوقية للسهم بطرق التقييم المختلفة مع الاسترشاد بالأسهم المتداولة
بالبورصة وقت إعداد الدراسة واقتراح سعر وسياسات البيع .
. دراسة وتحليل الهياكل الاستثمارية التمويلية .
. المشاركة فى خطة التطوير الإدارى واللوائح والنظم والهيكل التنظيمى بغرض تحديد مشاكل
وعيوب النظم وطرح كيفية علاجها .
الجدوى الاقتصادية لأي مشروع هي عبارة عن عملية جمع معلومات عن مشروع
مقترح ومن ثم تحليلها لمعرفة إمكانية تنفيذ وتقليل مخاطر، وربحية المشروع،
والناتج الرئيسي لدراسة الجدوى هو الإجابة على السؤال "هل المشروع مجدي
للاستثمار؟" بنعم أو لا( ).
إن قيام واستمرارية أي مشروع يتطلب الأخذ بعين الاعتبار احتياجاته
ومتطلباته المختلفة من النواحي التسويقية والفنية والمالية ودراسة الجدوى
تهدف من خلال عناصرها الثلاثة: دراسة السوق، والدراسة الفنية، والدراسة
المالية إلى التعرف على تلك المتطلبات والاحتياجات.
يعتبر الإعداد للمشاريع الاقتصادية من أهم الخطوات لنجاح هذه المشاريع,
حيث أن التخطيط السليم للمشاريع يضمن مدى نجاح وفاعلية هذه المشاريع,
بالإضافة إلى العائد المادي (الربح المادي) الجيد المتوقع من هذه
المشاريع. لذا وقبل البدء بأي مشروع اقتصادي يجب عمل جدوى اقتصادية له.
الجدوى الاقتصادية:
هي عبارة عن عملية جمع المعلومات عن مشروع مقترح ومن ثم تحليلها لمعرفة
إمكانية تنفيذ, وتقليل مخاطر وربحية المشروع. وبالتالي يجب معرفة مدى نجاح
هذا المشروع أو خسارته مقارنة بالسوق المحلي واحتياجاته.
ومن هنا يجب عمل دراسة للسوق المحلي من حيث احتياجاته ومتطلباته وذلك بدراسة العناصر التالية:
1. دراسة السوق.
2. الدراسة الفنية.
3. الدراسة المالية.
ولعمل أي جدوى اقتصادية على صاحب العمل الأخذ بعين الاعتبار النقاط والخطوات التالية:
أولاً: على صاحب / أصحاب المشروع معرفة الأمور التالية حول أنفسهم قبل البدء بتنفيذ المشروع, وهي:
ما هي الخبرات والمهارات التي يمتلكونها وتخدم المشروع.
ما هي الدوافع الشخصية والتي ستضمن نجاح المشروع.
ما هي الصفات الشخصية والتي ستعمل على قيادتك للمشروع.
وبالتالي يجب معرفة الأشخاص المشاركين بالمشروع ومعرفة المهارات التي
يمتلكونها (مهارات الاتصال, التصميم, الإشراف, التنظيم, الرياضيات,
وغيرها) كما يجب معرفة الصفات التي يتحلون بها مثل ( التعاون, اللباقة,
الصدق, الحماسة للعمل, الدقة في المواعيد والعمل, بذل الجهد المناسب للعمل
وغيرها) ومعرفة الخبرات السابقة والمستوى التعليمي.
ثانياً: دراسة السوق من حيث:
ما هي خصائص سوق سلعتك.
كم حصتك بالسوق.
كيف يمكن أن تبيع سلعتك بحيث تستطيع أن يكون لك حصة في السوق.
ثالثاً: عمل دراسة فنية للمشروع من حيث:
ما هي الأصول الثابتة التي سيحتاجها المشروع.
ما هي متطلبات إنتاج السلعة.
ما هي مراحل إنتاج السلعة.
وبالتالي يجب معرفة الموقع المقرر للمشروع, توفر المياه والكهرباء,
والمواصلات, ومعرفة مدى الحاجة للآلات والمعدات الثابتة, أجور العمال
ومراحل الإنتاج وغيرها من الأمور المتعلقة بالنواحي الفنية.
رابعاً: عمل دراسة مالية للمشروع من حيث:
هل فكرة المشروع مربحة أم لا.
من أين سنحصل على النقود.
ما هي تكلفة المشروع المالية.
وبالتالي يجب تحديد التكلفة الكلية للمشروع, والربح الشهري والإجمالي, والقيام ببعض الاختبارات المالية لقياس جدوى المشروع.
_____________
دراسة الجدوى المالية والاقتصادية للمشروع من منظور الاقتصاد القومي
فيما سبق تركز تحليلنا لعناصر دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع الاستثماري
على جانب الربحية التجارية وهي قد لا تعطي صورة صادقة عن مدى مساهمة
المشروع الاستثماري المزمع القيام به في الاقتصاد القومي. أي بعبارة أخرى
مدى مساهمة المشروع واتساقه مع توجهات الخطط التنموية وآثاره المتوقعة على
الرفاهية الاجتماعية. للتعرف على تلك الأمور فإنه يفضل إجراء دراسة جدوى
المشروع من ناحية الاقتصاد الكلي.
وتتشابه دراسة جدوى المشروع على مستوى الاقتصاد الكلي من حيث الشكل
والمضمون مع دراسة الجدوى التجارية للمشروع فكلاهما يسعى إلى تحديد
للمنافع والتكاليف من ثم تقدير مؤشرات الربحية للمشروع الاستثماري
المقترح. بل أنه يذهب البعض إلى القول بأن "تحليل الربحية ما هو إلاخطوة
على طريق تحليل الربحية القومية". وفي حقيقة الأمر فإن تحليل الربحية
التجارية والربحية القومية تختلفان في عدة أمور. فالهدف من تحليل الربحية
التجارية هو تقدير صافي النتائج المالية للمشروع في حين يهدف تحليل
الربحية القومية إلى تقدير مساهمة المشروع في تحقيق أهداف التنمية
الاقتصادية والاجتماعية المنظورة. من جهة أخرى فإنه يجب ملاحظة أن تحليل
الربحية التجارية يأخذ في الاعتبار فقط الآثار التي تكون والتي يمكن
التعبير عنها بقيمة نقدية مباشرة في حين يدخل في تحليل الربحية القومية
الآثار المباشرة وأيضاً غير المباشرة القابلة وغير القابلة للقياس النقدي.
ولهذا نجد أن تحليل الربحية التجارية يعتمد على أسعار السوق في حين تقوم
دراسة تحليل الربحية القومية على أساس استخدام أسعار الظل (Shadow Prices)
أو الأسعار المحاسبية وهي التي تعتبر تقريباً للتكلفة الاجتماعية التي
يتحملها الاقتصاد القومي.
ولا جدال فإن هذه الاختلافات في المفاهيم تنعكس بصورة أو بأخرى على البنود
المختلفة للمنافع والتكاليف وفي تقييم كل منها- التجاري والقومي. فبعض
أنواع المدفوعات التي تظهر ضمن بنود التكاليف عند إجراء التحليل المالي
للمشروع لا تمثل عبئاً مباشراً على موارد الاقتصاد القومي بل تعتبر مجرد
تحويل أو إعادة تخصيص للموارد المتاحة من قطاع إلى قطاع حيث تكون منفعة أو
عائد استخدام تلك الموارد أعلى في القطاع الجديد من تلك في القطاع القديم
وبالتالي فإن هناك تحسن في استخدام الموارد ينعكس سلباً أو إيجاباً على
المنافع والتكاليف الاجتماعية.
ويتضح مما سبق أن هناك اختلافات كبيرة بين تحليل الربحية التجارية وتحليل
الربحية على مستوى الاقتصاد القومي. فالأخير يتضمن عمليات أكثر تعقيداً من
الأول ويتطلب معرفة وخبرة بالأساليب الفنية المستخدمة لتقدير الأسعار
(التكاليف بما في ذلك أسعار الظل) والمنافع. وهو بذلك يتطلب أيضاً توفير
قدر أكبر من المعلومات وبالتالي عادةً ما تكون تكلفة إجراء ودراسة تحليل
الربحية على مستوى الاقتصاد القومي أكبر من تكلفة إجراء دراسة تحليل
الربحية التجارية. ولهذا في حالات دراسات الجدوى للمشروعات الاستثمارية
الصغيرة الحجم أو المتوسطة قلما ما تتضمن الدراسة تحليل الربحية على مستوى
الاقتصاد القومي غير التعرض لبعض التقديرات لفرص العمل الجديدة المتوقعة
التي سوف يخلقها المشروع للكوادر الوطنية. ويجدر التأكيد هنا على أنه رغم
الأهمية الكبيرة لتحليل الربحية التجارية للمشروع الاستثماري ومن أجل
اتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل أكثر فاعلية ولضمان تحقيق الاستغلال
الأمثل للموارد المتاحة فلا مناص من إجراء دراسة تحليل الربحية من منظور
الاقتصاد القومي.
ولا شك في أن من أهم مراحل تقييم المشروعات الاستثمارية هي مرحلة تحديد
سعر أو قيمة مدخلات ومخرجات المشروع الاستثماري المزمع القيام به. فهذا
التحديد يعتبر من أكبر المشكلات التي تواجه الباحثين خصوصاً عند إجراء
دراسة تحليل الربحية على مستوى الاقتصاد القومي، لأن اختيار الأساس الذي
سيتبع في التسعير سوف يلعب دوراً كبيراً في نتائج التقييم التي نحصل
عليها. ولذلك نجد أن مشكلة التسعير من أكثر المشاكل إثارة للجدل في تقييم
المشروعات على المستوى المنهجي وكذلك على المستوى التطبيقي وتتسم بوجود
تباين كبير في وجهات النظر. وسوف نحاول من خلال العرض الموجز التالي
للوقوف على أهم جوانب تقييم المشروعات الاستثمارية على مستوى الاقتصاد
القومي.
---------------------------------------
مقدمة وتمهيد :
إن برنامج إعداد دراسات الجدوى للمشاريع التجارية يوضح بشكل مفصل ماهية
وكيفية إعداد دراسة الجدوى لأي مشروع تجاري أو ذا صبغة تجارية ، والغاية
من هذه الدورة أن يتفهم المتدرب كل ما يتعلق بهذا البرنامج من تفاصيل
دقيقة ليستطيع في نهاية الدورة مع شئ من التدريب والتمرين المستمر أن يحلل
المستوى النوعي لأي بحث أو دراسة جدوى بعد قراءته التحليلية والاستيعابية
لها ، وإلى حد بعيد أن يكون باستطاعة المتدرب أن يكتب بنفسه دراسة جدوى
لأي مشروع تجاري يرى فيه نفعاً وفائدة .
إن على المتدرب أن يعلم أن وجود منتج أو سلعة أو فكرة تجارية ما يقبل
عليها المستهلكون، قد تكون غير متوفرة في منطقة ما أو موقع ما ، ليست بحد
ذاتها أسباب كافية للبدء فوراً في إنتاج المنتج أو تأسيس موقع تجاري بدون
النظر ملياً بكل النواحي والتفاصيل المتعددة والمتعلقة في إدارة مثل هذا
المشروع ، في الكثير من الأحوال يقوم الناس بالاستثمار في مشاريع ليكتشفوا
بعد حين أنه ليس هناك حجم طلب كافي عليها أو أنها لا تتناسب وما يرغب به
المستهلك ، وحتى يمكن تفادي مخاطرة الفشل أو الخسارة ، على أصحاب الأفكار
من المستثمرين أن يناقشوا الفكرة بجميع نواحيها وتفاصيلها مع الاستشاريون
وأصحاب الدراية والآراء المستنيرة والزملاء من ذوي الثقة ، وذلك قبل أن
يستخدموا أموالهم أو يعملوا على الحصول على قروض لتمويل الأفكار التي في
أذهانهم ، والجدير بالذكر أن عمليات الحصول على معلومات عن الفكرة أو
المشروع المنوي القيام به هو ما يطلق عليه دراسات الجدوى ، وعندما توضع
النتائج كتابياً يطلق عليها اسم خطة العمل .
إن على صاحب الفكرة أن يتأكد وبأكبر قدر من الدقة بأن المعلومات التي عُمل
على الحصول عليها هي أقرب ما تكون من الحقيقة لفكرة المشروع التي يعمل
عليها ، كما وأن التعجل في الحصول على المعلومات أو التسرع في التوصل إلى
القرارات أو الأحكام قد يكون له نتائج وخيمة وخسائر قد تكون لا تحمد
عقباها .
لقد أثبتت الخبرات السابقة أن ميكانيكيـة السوق هي من العناصر الأساسيـة
في التطوير المستقبلي ، وإن الغرض من هذا البرنامج هو جعل المتدرب - بغض
النظر عن مستواه التعليمي وخلفيته الثقافية – ذو قدرة على تحديد الإجراءات
التي يجب أن تنجز في سبيل أن يتم اتخاذ القرار الصحيح في إقامة المشـروع
المنوي تأسيسه من عدمه .
وفيما يلي بعض الأسئلة التي يجب أن تشتمل دراسة الجدوى على أجوبة شافية وشاملة لها :
• هل هناك حجم طلب كافي على السلعة أو المنتج ؟ يجب تحديد مواصفات السلعة
أو المنتج المطلوب من حيث الحجم والكمية المطلوبة وكمية الطلب عليه في
السوق .
• من هم المنتجون الآخرون (المنافسون) للسلع والخدمات ذات الصبغة المشابهة
؟ وهنا يجب تحديد عدد ونوعية المنافسين ومستواهم ، وقدرتهم المالية
والسوقية والتنافسية .
• ما هي المتطلبات لتسويق المنتج أو السلعة ؟ وهنا يتحتم علينا التعرف على
مواقع تواجد العمالة المطلوبة وتكلفتها ، الأجهزة، الخدمات ، المواد الخام
، المكونات ، وسائل النقل وأسطول الحركة ... إلخ ) .
• ما هي تكلفة إنتاج / تصنيع السلعة أو المنتج ؟ وهنا علينا أن نحسب
التكاليف الرأسمالية للبدء في التشغيل إضافة إلى المصاريف التشغيلية
للإنتاج .
• ما هو الربح المقدر ؟ وهنا يجدر بنا أن نحسب الفرق بين العائد المتوقع من المبيعات في السوق وتكاليف الإنتاج .
إن الإجابة على كل نقطة من النقاط المذكورة أعلاه يجب أن ينظر إليها
بعناية فائقة ، وعندما تجمع المعلومات والإجابات المفصلة لها تأتي عملية
التحليل ، وهذه المرحلة التي يتم فيها تجميع المعلومات وتحليلها يمكننا أن
نتخذ القرار المناسب والذي هو متعلق أساساً بمدى إمكانية نجاح المشروع
والاستثمار فيه ، أو إذا لم نكن على يقين من نجاح المشروع ، أن يتم توجيه
الأموال المستثمرة إلى وجهة أخرى ذات فائدة أفضل .
ونفس مجموعة الأسئلة يمكن أن توضع وأن تجمع لها المعلومات ويتم تحليلها في
فترات مستقبلية تالية عندما يرى صاحب رأس المال أن عليه أن ينوع من خطوط
إنتاجه لخلق أو تصنيع سلعة أو منتج جيد ، وقد يكون من المهم أن نتذكر بأن
خطة العمل ما هي إلا وثيقة يجب استخدامها كإطار عام يوجهنا لتطوير وتحسين
التجارة أو المشروع الصناعي ، إلا أنه يجب تجديده بشكل منتظم بحسب
التغيرات الحادثة في السوق .
وعندما يقرر صاحب الفكرة البدء بالعمل فإن أول ما يتحتم عليه القيام به هو
التعرف على نوعية وكمية ومقاييس الطلب للمنتج أو السلعة المستهدفة وذلك
بإجراء ما يطلق عليه مسح سوقي مختصر .
وبالرغم من أن هناك العديد من المؤسسات التي تختص بمثل هذه الأعمال من
بحوث التسويق إلا أنه قد يكون من الأفضل على أصحاب الأعمال أن يقوموا به
بأنفسهم ، وإذا تطلب الأمر مساعدة من شركاء ومستشارين فعليهم بذلك ، حيث
أنهم وبهذا الأسلوب يقتربوا من المستهلكين واحتياجاتهم وأن يقرروا بعد هذه
التجربة العملية الحقيقية لكيفية إنشاء وتشغيل العمل الذي سيقومون بتأسيسه
، وإذا ما وجد بأن الفكرة مجدية اقتصاديا فإن المعارف التي تم اكتسابها من
الخبرات المذكورة ستقدم لهم الثقة بالنفس في البدء الفعلي ، بعد التعرف
على المشاكل التي سيتم مواجهتها ومعرفة أن السلعة أو الخدمة ذات حجم طلَب
معقول ومقبول في السوق .
ويمكن وضع بعض الاستبيانات لهذا الغرض ، إلا أنه في معظم البلدان الصناعية
يفضلون إجراء مسح للسوق يتم فيه الذهاب إلى مناطق تواجد المستهلكين وتلك
التي يتوقع منها المنتِج أن يتوفر عدد من هؤلاء المستهلكين ، وأن يسأل
الناس عن آرائهم ، وفي هذا الصدد هناك نوعان من المعلومات المطلوبة :
1. المعلومات المتعلقة بالسلعة ونوعيتها ومواصفاتها المطلوبة .
2. المعلومات المتعلقة بكمية وعدد الأفراد الذين سيقبلون على الشراء وتكرار فترات الشراء ونوعية الأسعار .
من الضروري بمكان أن نفكر جيداً بنوعية المعلومات المطلوبة وأن نقوم بسؤال
الناس والأفراد نفس الأسئلة في كل مرة نلتقي بهم حتى يمكننا أن نقارن
إجاباتهم وردود أفعالهم وأن يتم اختصار كل ما أوردوه من معلومات ، وهنا
يجدر بنا القول بأنه كلما كان عدد الأفراد الذين يتم توجيه الأسئلة لهم
أكبر عددا كلما اقتربت معلوماتنا إلى الصحة والدقة .
إلا أنه علينا أيضاً أن ندرك أنه يجب أن نقتصد في المصاريف والتكاليف ،
كما أنه ليس من الضروري في هذه المرحلة أن يجري بحث سوقي متعمق لمعظم
المنتجات والسلع ، والأسلوب السهل لإجراء ما ذكر هو تحضير عينة استبيان
مكونة من عدة استفسارات وأسئلة كما سيوضح فيما بعد ، وعلى أصحاب المشاريع
أو من ينوب عنهم التذكير بالأسئلة التي يجب أن توجه لعموم الناس ، وللتعرف
على كل ما سبق فإننا سوف نقسم هذا الفصل إلى ثلاثة أقسام هي :
• مسح نوعية المنتج / السلعة
• مسح حجم السوق والقيمة
• والحصة من السوق المنافس
مسح نوعية المنتج / السلعة
يجب وضع الأسئلة وفق الأمور التي يرغبها ويهتـم بها المستهلكون ، أو
العناصر التي يمقتـونها ويكرهونها ، وبالأخص تلك المتعلقة بسلع ومنتجات
المنافسين الحالية ، فعلى سبيل المثال في الجدول التالي سيستخدم استبيان
لطرح الأسئلة المتعلقة بنوعية الصلصة الحارة ( chili sauce ) ، (جدول رقم
1 ) .
وعلى كل حال إذا رغب المنتجون بإنتاج سلع جديدة في منطقة ما فعليهم توفير
نماذج يتم توزيعها على المستهلكين المحتملين وعامة الناس لتجربتها وإعطاء
آرائهم عمّا إذا أحبوا المنتج وعن رغبتهم في شرائه ، وهذه النماذج
والعينات يمكن إعدادها مسبقاً باستخدام المعدات اللازمة ، وفي هذه المرحلة
لا يتطلب الأمر أي استثمار في مكائن وأجهزة الإنتاج ، وهنا نبين نموذج
استبيان لتقديم سلعة جيدة كما هو موضح في الجدول (2) .
علينا أن نلاحظ بأنه في المراحل الأولية نجد أن السلع والمنتجات الجديدة
في السوق التي ليس لها مثيل ولديها ميزة عدم وجود منافسين ، وفي مثل هذه
الأحوال إن أسلوب ومنهجية اختبار تفحص السلعة والمنتج يستغرق وقتاً أطول
ونفقات أكثر مما هو عليه الحال إذا كانت السلعة معروفة ومتداولة في
الأسواق ، إضافة إلى ذلك فإن هناك حقيقة يجب أن نعلمها جميعاً وهي أن 80 %
من السلع الجديدة مصيرها الفشل ، حيث أن نسب المخاطر مرتفعة وهناك صعوبة
أكثر في الحصول على قروض لمثل هذه السلع غير المعروفة ولا المتداولة .
يجب التوضيح لكل شخص تتم مقابلته بأنك – على سبيل الافتراض - ترغب بتأسيس
مشروع جديد وذلك لصنع مربى الطماطم مثلاً وأنك قد قمت بتحضير بعض النماذج
من المنتج المنوي إنتاجه حتى تتم تجربته ، واطلب منهم أن يتذوقوا العينة
أو النموذج وإعطائك رأيهم الشخصي فيه .
جدول (1) مثال على أسئلة استبيان المسح المتعلقة بنوعية الصلصة الحارة المقدمة من قبل المنافسين :
رقم الأسئلة والاستفسارات الإجابـــــــات
1 ما هي أسماء الأصناف التجارية التي تبتاعها في معظم الأحيان من الصلصات ؟
أكتب أسماء الأصناف :
- ..........................
- ..........................
- ..........................
- ..........................
1
سيئ جدا 2
سيئ 3
متوسط عادي 4
جيد 5
جيد جدا
2 ما رأيك في لون الصلصة في الصنف الذي تبتاعه ؟
3 ماذا ترى في موضوع البذور الموجودة في الصلصة ؟
4 كيف ترى كثافة الصلصة ؟
5 ماذا عن طعم الصلصة ؟
6 ما رأيك في المرطبانات الزجاجية ؟
7 كيف ترى ملصق الاسم التجاري ؟
8 ما رأيك في سعر الصلصة ؟
9 هل ترى أي أمر آخر جيد في الصلصة التي تبتاعها حالياً ؟
أكتب إجابتك بوضوح :
..................................................
..................................................
.................................................. ......
10 هل هناك أي شئ آخر بالنسبة للصلصة التي تبتاعها ترغب في تطويره أو تحسينه ؟
أكتب إجابتك :
..................................................
..................................................
.................................................. ......
جدول (2) : نموذج استبيان سلعة جديدة ( مربى الطماطم )
رقم الأسئلة والاستفسارات الإجابـــــــات
1 هل تتناول أنواع أخرى من المربيات ؟
ضع دائرة حول الإجابة المناسبة :
نعم
لا
2 ما هي أكثر الأصناف تفضيلاً لديك ؟ ضع قائمة بأفضل الأصناف لديك :
- ..........................
- ..........................
- ..........................
- .........................
3 هل تعتقد بأنك قد تحب مربى الطماطم : ضع دائرة حول الإجابة المناسبة :
نعم لا غير متأكد
1
جيد جدا 2
جيد 3
متوسط عادي 4
سيئ 5
سيئ جدا
4 كيف ترى لون مربى الطماطم هذا ؟
5 هل تجب أن تجد البذور في المربي ؟
6 كيف ترى طعم المربى ؟
7 هل تناسبك لزوجة وكثافة المربى ؟
8 ما رأيك في شكل المرطبانات الزجاجية ؟
9 كيف ترى الملصق الخارجي ؟
10 هل ترى أي أمور أخرى تعجبك في المربى ؟ أكتب إجابتك بوضوح :......................
.................................................. .................................................. ....
11 هل هناك ما يمكننا عمله لتطوير وتحسين المربى ؟
أكتب إجابتك بوضوح :.......................
.................................................. .................................................. .........
علينا دائما أن نتذكر بأن الزبون ( الشخص أو الفرد الذي يشتري الطعام ) هو
ليس بالضرورة المستهلك (الشخص أو الفرد الذي يستهلك أو يستخدم المادة أو
يأكل الطعام ) ، وهذا الموضوع هو في غاية الأهمية عند الحصول على معلومات
متعلقة بنوعية الطعام الذي يتم تناوله وأكله من قبل الأطفال حيث أن
تفضيلهم للون أو الحلاوة قد يختلف عما هو الحال لآبائهم ، ولمنتجي الطعام
والزبائن ، أو لبائعي الجملة ، أو البائعون الآخرون ، إضافة إلى المؤسسات
والقطاعات الأخرى من العامة .
وهنا يجب تحليل نتائج المسوحات وذلك من خلال جمع أعداد الأفراد الذين
أجمعوا على كل مستوى على حده ، مثل "جيد جداً" أو جيد أو متوسط ... إلخ .
وفي النموذج الموضح أدناه ( جدول رقم 3 ) والمتعلق بالأسئلة والاستفسارات
عن الصلصة الحارة " chili sauce " تظهر النتائج بأن 88 % من إجابات
الأفراد تصرح بان لون الصلصة هو أفضل من المتوسط أو العادي ، كما أن 78 %
لا تحب أن تجد بذور في الصلصة ، وأن 60ى % وجدت بأن الطعم هو جيد جدا أو
جيد .
جدول (3) البيانات المأخوذة من آراء المستهلكين عن نوعية السلعة ، خلاصة 50 إجابة .
رقم الـســــــؤال 1
جيد جدا 2
جيد 3
متوسط عادي 4
سيئ 5
سيئ جدا
1 كيف ترى لون الصلصة في الصنف الذي تبتاعه ؟ 12 32 5 1 صفر
2 ماذا ترى في موضوع البذور الموجودة في الصلصة ؟ 5 6 16 14 9
3 كيف ترى كثافة الصلصة ؟ 10 20 12 7 1
4 ماذا عن طعم الصلصة ؟ 42 8 صفر صفر صفر
5 ما رأيك في المرطبانات الزجاجية ؟ 40 10 صفر صفر صفر
6 كيف ترى ملصق الاسم التجاري ؟ 10 11 20 9 صفر
7 ما رأيك في سعر الصلصة ؟ 5 7 12 25 1
هناك معلومات أخرى يمكن الحصول عليها من خلال تحليل نتائج المسوحات وهذه تشمل :
• غالبية كبرى من المستهلكين تود الحصول على الصلصة بالمرطبانات ، وهؤلاء
سعداء بالملصقات المستخدمة حالياً ، ومثل هذه المعلومات تساعد المنتج
الجديد على اتخاذ القرار بشأن طريقة أو أسلوب التعبئة الذي يجب أن يستعمل
إذا ما أراد المنافسة بكفاءة مع المنتجين الحاليين في السوق أو مع الأصناف
المستوردة المنافسة .
• أن غالبية المستهلكين ، 26 مستهلك ، أي ( 52 % ) ممن أجابوا على الأسئلة
كانوا غير مقتنعين بسعر الصلصة ، وهذا يعني بأن هناك إمكانية في السوق
لمنتج مشابه بالنوعية إلا أنه رأى الآخر أرخص تمناً .
دراسة الجدوى الاقتصادية
يطلق مصطلح " دراسة الجدوى "
على تلك الدراسة التي تمدنا بأساس فني ومالي واقتصادي لتمكيننا من الوصول
إلى القرار الاستثماري الخاص بالمشروع ( بالموافقة عليه أو رفضه ) مع
تحديد وتحليل العناصر التي ترتبط بالإنتاج ومستلزماته والبدائل الخاصة به.
كما تحدد دراسة الجدوى طاقة الإنتاج للمشروع باستخدام أسلوب إنتاجي محدد
مع توقع تكلفة الإنتاج والتشغيل لتعطينا العائد المتوقع على الاستثمار.
إن دراسة الجدوى تحدد الشروط الفنية والإدارية والتسويقية والمالية التي
إذا تم الالتزام بها يكون المشروع ذا جدوى اقتصادية محددة، كما أن الدراسة
الجيدة تقود أصحاب المشروع خطوة بخطوة لتحقيق شروط الجدوى، بشرط أن تعتمد
على بيانات ومعلومات دقيقة وأن تراعي خصائص الزمان والمكان.
المراحل الأساسية في دراسة الجدوى:
تبدأ دراسة الجدوى بدراسة تمهيدية تعتمد على الإحصائيات والمعلومات
الميدانية، فإذا كانت النتائج مشجعة يتم الانتقال مباشرة إلى مراحل
الدراسة التفصيلية.
تتألف الدراسة التفصيلية من الدراسة التسويقية والدراسة الفنية والدراسة المالية، وتعتمد أساسا على المعلومات المستمدة من السوق.
ولا ً: الدراسة التسويقية:
وتشتمل على الآتي:
1- دراسة الطلب و وصف السوق.
2- التنبؤ بحجم الطلب في الفترة القادمة.
3- برامج الإنتاج.
وتستخدم في دراسة السوق، بيانات ثانوية ( البيانات السكانية والبيانات
الاقتصادية، وبيانات التجارة الداخلية والخارجية، وبيانات العملاء وبيانات
المنافسين) وبيانات مستمدة من زيارة السوق ( تسجيل أعداد العملاء الذين
يطلبون السلعة أو الخدمة، كميات البيع، وأسعارها)، ومن خلال المقابلة
الشخصية والهاتفية والاستبيانات التي توزع بالبريد العادي والالتكتروني.
ثانيا ً: الدراسة الفنية:
وتتضمن:
1- طاقة أو حجم المشروع.
2- موقع ومدخلات المشروع.
3- حجم الإنتاج.
4- أسلوب وطريقة الإنتاج.
5- الآلات والمعدات والتجهيزات.
6- العمالة المطلوبة للمشروع.
ثالثا ً: الدراسة المالية:
وتشمل:
1- التكاليف الاستثمارية لمشروع.
2- مصادر التمويل.
3- إيرادات وتكلفة التشغيل.
4- التقييم المالي باستخدام معايير الربحية التجارية، مثل: فترة
الاسترداد، العائد المحاسبي، صافي القيمة الحالية، ومعدل العائد الداخلي.
التحليل المالي باستخدام المعايير السابقة يساعد على إصدار حكم حول جدوى
المشروع مع ذكر نسبة الربحية المتوقعة وإدراج ذلك في التقرير النهائي الذي
يتضمن كافة المعلومات السابقة مع التوصية النهائية بتنفيذ المشروع أو عدمه.